الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشروعية إخفاء العمل الصالح لتوفر الإخلاص ودفع الرياء

السؤال

أبلغ من العمر 22، وبلغت من سن 12 عاما، ولا أستطيع أن أقول إنني كنت مواظبة على الصلاة طوال هذه الفترة، ولكن كانت هناك فترات كنت أنقطع فيها عن صلاتي، والحمد لله الآن أحاول أن أواظب على الصلاة بصورة جيدة، وسوالى هو: أحيانا عند تواجدي في إحدى المناطق مثل العمل كنت أصلي، وكان الشيطان يدخل لي أنني أصلي لربنا، وفي نفس الوقت من أجل الناس ليقولوا هذه متدينة، ولكن هذه الفرية لم تدم كثيرا، لأنني سرعان ما علمت أن هذا من الرياء، وهو أن عملي غير خالص النية لله، وندمت على تفكيري بهذه الطريقة، ولكن المشكلة أنني الآن أصبحت أخاف أن أصلي أمام الناس حتى لا يقال عني أنني متدينة، وحتى لا أكون أشركت في النية، وأخاف أيضا أن ينتابني الغرور إذا صليت أمام أحد، وأحسست أنه قال عني خيرا، وهذا الشعور ينتابني كثيرا حيث جاءت علي فترة بدأت أقرأ تفسير القرآن، ووفقني الله ـ والحمد لله ـ في تفسير الجزء الأخير، وحفظته وطوال هذه المدة لا يعلم أحد من أهل البيت أنني أقرأ تفسير القرآن وحفظه، وعندما أشعر بأن أحدا سوف يراني أقفل كتاب التفسير، وأتظاهر بالنوم وكأنني أفعل شيئا غلطا، ولكن للأسف توقفت عن التكملة في تفسير القرآن، وبدات أنسى ما قرأته وفسرته، كما أنني أيضا أحيانا عند رغبتي في عمل الخير أتراجع حتى لا يراني أشخاص قد لا يعرفونني، ولكن لا أريد أن يتكلم عني أحد في سره، كما أنني لا أحب أن يقول عني الآخرون أي قول خير، ومع ذلك حتى الآن في بعض الأحيان أشعر بأن النية ليست خالصة لله، وأنه يوجد بها بعض حبي في أن الناس يروني، ولو كانت هذه الرغبة بسيطة، ولا أدري إذا كان هذا الإحساس من وسوسة الشيطان؟ أم أن نيتي فعلا تكون ممزوجة بالبشر وغير خالصة تماما لله. فماذا أفعل حتى أخلص النيه لله؟ وهل محاولتي في عدم روية الناس لي أمر غير مستحب، حيث إن من المفروض أن تكون العبادة سرا وعلنا؟ أم إنه جائز حيث إن هذا هو الشيء الوحيد الذي يجعلني لا أشك في أن النيه خالصة لله؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:

فنسأل الله تعالى أن يوفقك لأرشد أمرك، وأن يقيك شر نفسك وشر الشيطان وشركه، وأن يرزقك الإخلاص في السر والعلن.

وأما ما سألت عنه فراجعي في جوابه الفتوى رقم: 122611. ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتويين رقم: 5400830366.
وأما مسألة حرص السائلة على إخفاء أعمالها الصالحة فهو أمر حسن ومطلوب شرعا، وهو أعون على الإخلاص بلا شك، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل. رواه الخطيب في تاريخه والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة، وصححه الألباني.

وراجعي في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 13218245448113565.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني