الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس في الدعاء بالستر والعافية لمن وقع في معصية مخالفة للشرع

السؤال

مقيمة عربية، كانت لي علاقة محرمة بشاب سعودي، وكنت أظهر معه على أساس أنه زوجي، وقبل أشهر تبت توبة نصوحا، بدأت أقطع علاقتي به تدريجيا، ودائما أندم على ما فعلته معه وأبكي بحرقة، وأطلب من الله المغفرة، ولكن أرجع لفعلتي كل ما حاول معي، وكنت أنصحه بالتوبة، مع العلم أننا نصلي ونصوم ونتصدق، وفجأة مسكت من طرف رجال الهيئة بتهمة الخلوة غير الشرعية، مع العلم أن علاقتي به انتهت منذ شهرين، وأخدوني من بيتي؛ لأن أحدا بلغ عنا، وجرى التحقيق وأنكرت معرفتي به، وحاولوا أن يبحثوا فيما مضى وعرفوا أنه كانت لي علاقة معه، ولكنني ثبت ولا أحد يصدقني، ومن المحتمل أن يسفروني، وقد فضحوني في شغلي وعند أهلي، ولا يهمني إن سفروني أو بقيت، وكل همي الستر فقط، وقرأت أن كثرة الاستغفار تنفع في المواقف هذه، فهل هذا صحيح؟ وهل من دعاء ينفعني من الفضيحة؟ وهل توبتي مقبولة؟ ومتى أعرف أن الله سبحانه راض عني؟ وهل ما فعله رجال الهيئة في حقي صحيح؟ ولماذا فضحوني عند معارفي؟ مع العلم أنهم لما مسكوني كنت في البيت مع أهلي ولحالنا، والله شاهد على كلامي، وأخدوا بأقوال ولد عمره 7 سنوات لإدانتي، لأن الولد فعلا كان يعرفه، أريد حفظ دعاء يسترني ويمحي عني ما فعلته، الحمد لله أصبحت أصوم أيام البيض والإثنين والخميس وأواظب على صلاتي وقراءة القرآن، فهل كل هذا يساعدني في الستر، وكل ما أصلي وأبدأ في الدعاء والتضرع أفوض أمري لله سبحانه وتعالى، لأنه أعلم بالقلوب وأعلم بتوبتي وأطلب من الحي القيوم الواحد الأحد الصمد أن يسترني ويستر بنات المسلمين، ويكفيني شر المحقق ورجال الهيئة مع أنني متأكدة أن هذا شغلهم، لكن للأسف مسكوني بعد توبتي ومن غير إدانة ولا دليل، فهل دعائي جائز أم ماذا؟ وماذا علي أن أقول؟ مع العلم أنني أتمنى من الحي القيوم أن لا يتم تسفيري ولا يقطع رزقي واتمنى ستري عند أهلي وصديقاتي بإذن الله؟ فهل ما أفكر فيه جائز؟ أم أنني أرتكب خطأ ومعصية بما أتمناه؟ وجزاكم الله كل الخير وآسفة على الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:

فمهما بلغت ذنوب العبد ثم تاب توبة صحيحة، فإن الله يقبل توبته، بل إن الله يفرح بتوبة العبد ويحب التوابين ويبدل سيئاتهم حسنات، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، مع الستر وعدم المجاهرة بالذنب، فإذا كنت قد تبت مما وقعت فيه فأبشري خيرا، وأقبلي على ربك، وأكثري من الأعمال الصالحة، ولا سيما الذكر والدعاء، وليس في دعائك أن يسترك الله ويعافيك من العقوبة، ليس في ذلك مخالفة للشرع، لكن لا نعلم دعاء مخصوصا لذلك، وإنما الدعاء عموما من أنفع الأسباب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني