الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من الكفر علامة صدق الإيمان

السؤال

أتمني أن تجيبوا على استفساراتي الآن، فقد جاءتني مثل هذه الحالة، وبفضل الله ثم بفضلكم شفيت منها، كان قد جاءني وسواس الطهارة والصلاة، وأجبتموني مما جعلني أبتعد عن الوسواس وأتمنى أن تجيبوني، وعندما تجيبوني سأترك كل الشكوك، والآن عندما أتيقن أنه واسواس أتركه وأتمني أن لا تكثروا في الإجابة، أريد إجابة واحدة هل أنا غلطانة وهي وساوس وأتركها أو لا؟ وسبب الحالة الأولى أنه يأتي شيء في نفسي وأوسوس عن الدين، أو عن ربي، أو عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أو الصحابة، أو أمهات المؤمنين، أو أي شيء من أمور الدين مع أنني لا أقوله، لكن أخاف لو عملت علامات بوجهي مثل كشرت، أو ابتسمت، أو عملت أي حركة أن يكون استهزاء، أو عملت بعيني أي حركة مثل خمول، أوغيره فهل هو استهزاء؟ والحالة الثانية هي أنني أعمل شيئا لا أقصد به الاستهزاء مثل أن أنشغل بشيء، وأمي تكلم أخي لأنه لبس ثوبا وسخا للصلاة، وأبي كان يضربه، وانشغلت باللعب بالآي فون، ولا أقصد أن هذا الموضوع ليست له أهمية، لكني قلت هذه مشكلته هو، أو قلت غير مشكلته كلمة ثانية لكن من قبيلها، أو أسلوب أحد في الكلام قد يتكلم في أمور الدين، لكن أسلوبه يضحك وأنا لا أضحك، ومثل خالتي قالت إذا سافرت لن أتحجب وسأظهر شعري، أو غيرها ما حفظت كلامها بالضبط، لكن تقول انسي أنك ستسافرين، أو ما شابه هذا الكلام، وكانت تحرك يديها وضحكت من أسلوبها، ومرة جاء أبي وقال إنه يريد ماء، فقالت أمي قومي لتأتي لأبيك بماء، فكشرت ونظرت بتعجب مع تكشير وأتيته بماء، أخاف أن لا تكون وساوس، وهل الله سيحاسبني لو قلتم لي أن لا أصغي للوساوس، وطلع يوم الحساب بعضها وساوس، والبعض الآخر ليس بوساوس؟. أتمنى أن تفيدوني لكي أشفى بإذن الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعـد:

فمن يخاف أن يقع في الكفر ويستعظم ذلك، فذلك علامة من علامات صدق إيمانه، ولا يكون بهذا كافرا، وقد ذكرت في سؤالك ما يدل على خوفك من هذه الحركات كالضحك والابتسامة وغيرهما أن تؤدي بك إلى الكفر، أو إلى ما يسخط الله، فواضح جدا أنك لا زلت رهينة لوسواس قهري، وأن هذه لم تخرج عن كونها نتيجة لهذا الوسواس، والذي لا سبيل للعلاج منه إلا بالإعراض عنه تماما، والاستعانة بالله تعالى لدفعه عنك، فهو الشافي الذي لا شفاء إلا شفاؤه. ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 3086، وهي عن الوسواس القهري وماهيته وعلاجه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني