الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا طاعة للزوج فيما حرم الله

السؤال

باراك الله فيكم إخواني وجعل الله تعبكم في الميزان المقبول إن شاء الله: مشكلتي مع زوجي بدأت من بعد ولادة طفلي الأول تغيرت طريقة معاشرته لي حيث يطلب مني الجماع في المكان المحرم ومراراً أردعه وأعطيه النصح وأذكره بالله وأن هذا حرام فيندم ذلك الوقت ولكن يعود ليطلبه في كل جماع ويصرعليه وهو يشاهد المواقع الإباحية دائماً ويريد تطبيق ذلك للأسف تعبت يا شيخ وأصبحت أحتقر نفسي لماذا يفعل معي هذا؟ مع العلم أنني لم أمتثل لطلبه وأفعل المستحيل كي لا يفعل بي ذلك وفي مرة حاول معي بالعنف ودافعت عن نفسي بحيث ضربته بشدة وفقدت أعصابي وتشاجرت معه شجاراً عنيفاً ووعدني أنه لن يكرر ذلك لكن دون جدوى كما أنه مقصر من الناحية الدينية فهو لا يصلي مع الجماعة ويسخر مني كلما أطلب منه الذهاب إلى المسجد مع أنه لا يبعد عنا إلا مسافة أربع أو خمس دقائق، ويفضل أداء الصلاة في البيت وقد حاولت نصحه كثيراً وأحضرت له أشرطةً ليتعظ منها وفعلت المستحيل ورجوته لكن دون فائدة، فهو يفضل قضاء أطول وقت مع رفاقه الذين أعرفهم جيداً وأعرف أنهم منحرفون ولا يخشون الله ويفعلون المحرمات من خمرٍ وزنا ـ أعزكم الله ـ وكلام فاحش فهو عندما يكون معهم ينسى الصلاة ولا يصليها إلا مجموعة عندما يعود إلى البيت، وأيضاً أصبح يقول الكلام الفاحش في البيت وأمام الأولاد ويعتبر ذلك نوعاً من السخرية والضحك ونوعاً من الانفتاح وأنه شيء عادي جداً، أنا يا شيخ لم أعد أتألم لحالي أكثر مما أتألم لأطفالي وأخشى عليهم نحن نعيش في بلد غير مسلم، أحلم ببيت مسلم وزوج متدين يخاف الله ويحفظ بيته وأطفاله فسلوك الآباء كثيراً ما ينعكس على الأبناء، بالله عليكم أرشدوني ماذا أفعل؟ بالله عليكم لا تقولوا لي أن اطلبي المساعدة من الأقرباء أو ما إلى ذلك لأنه أمر مستحيل، باراك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل المولى تبارك وتعالى أن يجزيك خيرا على عدم طاعتك زوجك في معصية الله وحرصك على هدايته إلى الصراط المستقيم نسأله سبحانه أن يحقق لك ذلك، وإذا كان زوجك على هذا الحال المذكور فهو سيء الفعال وآت لمنكرات عظيمة، فإتيان المرأة في دبرها ملعون فاعله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم وراجعي الفتوى رقم: 8130.

والتفريط في الصلاة وإضاعتها عن وقتها لغير عذر كبيرة من كبائر الذنوب، وانظري الفتوى رقم: 53951. وصلاة الجماعة واجبة على الرجال على الراجح من أقوال الفقهاء، كما سبق وأن بينا بالفتوى رقم: 1798. فلا يجوز التخلف عنها لغير عذر مشروع، ومشاهدة الأفلام الإباحية ومجالسة أهل السوء أمران محرمان وأصل لكثير من الشرور، وراجعي الفتوى رقم: 3605، والفتوى رقم: 24857.

وصبرك عليه وسعيك في إصلاحه أمر طيب، ونوصيك أولا بالإكثار من الدعاء له بالهداية، فقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وعليك بالاستمرار في نصحه برفق ولين، وتسليط بعض الصالحين عليه ـ إن أمكن ـ من أعظم الوسائل التي يمكن الاستعانة بها في سبيل الإصلاح، فابذلي هذا من أجل إصلاحه فإن تم ذلك فالحمد لله وإلا فلا خير لك في البقاء في عصمته، فاطلبي منه الطلاق، أو الخلع، ولعل الله تعالى يبدلك من هو خير منه، وإذا وقع الطلاق فحضانة من كان في سن الحضانة من الأولاد لك ما لم تتزوجي، فإذا تزوجت انتقلت الحضانة إلى من هي أولى بها من بعدك على الترتيب الذي ذكره الفقهاء وهو مبين بالفتوى رقم: 6256.

ولا حق لزوجك في الحضاتة ما دام على حاله هذا، فإن الراجح من أقوال الفقهاء أن الفسق مسقط لحق الحضانة، ويمكنك مطالعة الفتوى رقم: 65024.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني