الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى صحة قصة سرقة سرج فرس علي بن أبي طالب

السؤال

أولا أشكركم على ما تقومون به من جهد جبار لخدمة المسلمين، ولدي استفسار عن رواية لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ رضى الله عنه ـ وهل هي ثابتة عند أهل السنه والجماعة، وهي: يُروى عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، أنه أوقف فرسه مرةً عند باب مسجد، وقبل أن يدخل لُيصلي استأمن أحد الواقفين عند الباب على فرسه وعلى السرج الذي عليه؛ فطمع الرجل المُستأمن على الفرس، وسرق سرج الفرس وهرب إلى السوق وباعه هناك.
ولمّا خرج علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ من المسجد لم يجد الرجل ولا السرج، فذهب إلى السوق ليشتري سرجًا آخر حتى يستطيع ركوب الفرس، وقد أدهشه أن وجد سرج فرسه نفسه معروضا للبيع في السوق، فسأل صاحب الدكان بكم يبيعه؟ فقال البائع: بعشرة دراهم، فقال له علي: وبكم باعك السرج من أحضره لك؟ قال البائع: بخمسة دراهم، فاشترى علي ـ رضي الله عنه ـ السرج وقال: سبحان الله، لقد كنت أنوي أن أدفع للرجل السارق خمسة دراهم عند خروجي من المسجد لقاء أمانته، لكنه استعجل رزقه وسرق السرج وباعه، ولو لم يستعجل رزقه بالحرام لأخذه بالحلال؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم نقف على هذه القصة في شيء من كتب السنة، ولم نقف لها على إسناد؛ ليمكننا الحكم عليها صحة أو ضعفا. وإنما ذكرها بعض من يصنفون في الأدب والأخبار ممن لا وثوق بما ينقلونه؛ لعدم عنايتهم بصحة النقل.

وقد ذكرها الأبشيهي في كتابه المستطرف في كل فن مستظرف، وعبارته: ودخل علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ المسجد، وقال لرجل كان واقفا على باب المسجد: أمسك عليّ بغلتي، فأخذ الرجل لجامها، ومضى وترك البغلة، فخرج علي وفي يده درهمان ليكافئ بها الرجل على إمساكه بغلته؛ فوجد البغلة واقفة بغير لجام، فركبها ومضى، ودفع لغلامه درهمين يشتري بهما لجاما، فوجد الغلام اللجام في السوق قد باعه السارق بدرهمين، فقال علي ـ رضي الله عنه: إن العبد ليحرم نفسه الرزق الحلال بترك الصبر، ولا يزداد على ما قدر له. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني