الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حديث: لا تصلوا علي الصلاة البتراء. لا أصل له

السؤال

كيف يتم التوفيق بين فتوى لكم وبين حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: لا تصلوا علي الصلاة البتراء، قالوا وما هي؟ قال تقولون: اللهم صل على محمد فقط، بل قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ـ أو كما قال؟ والحديث رواه الطبراني في الأوسط، بينما لكم فتوى حول أقل الركن في التشهد الأخير في الصلاة عند من يرى ركنية الصلاة على النبي في الصلاة قلتم إن مذهب الشافعية وإحدى الروايتين عند أحمد اللهم صل على محمد فقط، ألا يوجد نهي عن الاكتفاء باللهم صل على محمد فقط؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس ما أوردته واردا على فتوانا، ولا على كلام أهل العلم الذاهبين إلى ما قررناه ـ بحمد الله ـ وذلك أن هذا الحديث ليس مما تصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وليس له إسناد يعرف به أصلا، وليس هو في أوسط الطبراني ولا في شيء من معاجمه الثلاثة ولا في شيء من كتب السنة المعروفة، وقد ذكره السخاوي في القول البديع وذكر أنه لم يقف على إسناده وعبارته: ويُروى عنه صلى الله عليه وسلم مما لم أقف على إسناده: لا تصلوا علي الصلاة البتراء، قالوا: وما الصلاة البتراء يا رسول الله؟ قال: تقولون اللهم صل على محمد، وتمسكون، بل قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد. انتهى.

فإذا كان السخاوي ـ رحمه الله ـ مع تبحره واطلاعه لم يقف على إسناد هذا الحديث، ومن ثم صدره بصيغة التمريض: ويروى ـ فمن أين لك الجزم بصحة هذا النهي؟ ومن ثم فنحن نذكرك وعموم المسلمين بضرورة التثبت قبل الجزم بصحة حديث أو ثبوته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يكون ذلك مأخوذا عن أهله المعروفين به المتضلعين منه الراسخين فيه على حد قول العراقي في ألفيته:

فاعن به ولا تخض بالظن ولا تقلد غير أهل الفن.

ونهيب بعموم المسلمين أن لا يبادر أحد بالاعتراض على كلام العلماء قبل الروية والتثبت، فإن الكلام في دين الله تعالى ليس بالأمر الهين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني