الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا طاعة للزوج إذا أراد الوطء في الدبر

السؤال

زوجي يريد مني ممارسة الجنس في الدبر، وأنا أمانع ويجبرني بالقوة والعنف؛ ولأنه متخرج من كلية الشريعة فإنه يقول لي إن الأحاديث الواردة في تحريمها غير صحيحة، ويبرر بأن الله حرمه كي لا ينقطع النسل فلو كل الأشخاص سلكوا هذا الأمر لانقطع النسل، ويقول أما نحن فقد رزقنا الله أطفالا ولا نريد أن نقطع النسل، طبعا أنا غير مقتنعة بهذه التبريرات وأتأذى منه جسديا ونفسيا، ولا أحد من أهلي يعلم، لأنني أخجل أن أفتح معهم الموضوع؛ إلا أنني قررت أن أواجه المشكلة بعد نصحي له مرارا، فمرات يقول لي تبت، ثم لا يلبث أن يعاود مرة أخرى، فهل أذهب إلى بيت أهلي وأطلب الطلاق، فأنا لم أعد أحتمل كرهت الجماع، لأنني أخاف أن يغدر بي ويغتصبني؟ فهل عندما أمتنع منه أكون ملعونة من الملائكة؟ أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يخفى أن الوطء في الدبر محرم وكبيرة من الكبائر، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 34015.

وقد سبق أن بينا جواب بعض الشبهات التي يثيرها من يريد أن يهون من هذا الفعل المنكر، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 118150.

ولا يجوز لك طاعة زوجك إذا أراد وطئك في الدبر، وإنما تجب عليك طاعته في الاستمتاع المباح، فالطاعة لا تكون إلا في المعروف، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، أما ما غلبك عليه قهرا فلا حرج عليك ما دمت مكرهة، لكن عليك أن تنصحيه وتبيني له حكم الشرع ولا تمكنيه من ذلك ولو اقتضى الأمر رفعه للقاضي وطلب الطلاق، فإن طلب الطلاق حينئذ مشروع، بل ذهب بعض العلماء إلى أن الزوجين لو توافقا على الوطء في الدبر وجب التفريق بينهما، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ومن وطئ امرأته في دبرها وجب أن يعاقبا على ذلك عقوبة تزجرهما، فإن علم أنهما لا ينزجران فإنه يجب التفريق بينهما. اهـ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني