الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

شيخنا الفاضل أعلم أن من غل فسيأتي يوم القيامة بما غل. كنت أعمل مدرسة في إحدى المدارس، وكنت آخذ أقلاما من الطلاب وأنسى أن أعيدها إليهم، كما أنني عند نهاية العام الدراسي أخذت بعض الكتب التي تركها الطلاب (رموها) كما أنني أخذت الكتب التي أعطتني إياها المدرسة لاستخدمها خلال العام الدراسي ولم أعدها لهم عند انتهاء خدمتي. فهل يعتبر هذا من الغلول؟
وماذا يجب علي فعله بهذه الكتب؟ كما أنني ما زلت أحتفظ بالأقلام. فهل أستطيع استخدامها؟ مع العلم أن علاقتي بالمدرسة والطلاب قد انتهت منذ فترة(سنتين أو ثلاث سنوات)
أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الغلول بالمعنى الخاص هو الأخذ من الغنيمة سرا قبل قسمتها، وبالمعنى العام مطلق الخيانة.

جاء في حاشية البجيرمي على الخطيب: غُلُولٌ بِضَمِّ الْغَيْنِ وَاللَّامِ أَصْلُهُ الْخِيَانَةُ؛ لَكِنَّهُ شَاعَ فِي الْغُلُولِ فِي الْغَنِيمَةِ. اهـ.

فنسيانك لما عندك من كتب وأقلام الآخرين لا يعد غلولا، كما أن أخذك للكتب التي رماها الطلاب لا حرج فيه ولا يلزمك ردها إليهم، لكن عليك رد الكتب التي أعطتك إياها المدرسة وإلا كان هذا داخلا في الغلول بالمعنى العام وهو الخيانة في الأمانة.

وأما عن الأقلام التي للطلاب فإن كانوا أهدوها اليك فهي ملك لك، وإن كانوا أعاروك إياها فعليك رد العارية بعد الانتهاء من الغرض الذي حصلت لأجله العارية أو المدة التي ضربت لها، وإن تعذر ردها إليهم كما هو المتبادر في مثل هذه الحالة فتصدقي بها على الفقراء، أو انتفعي بها وتصدقي بقيمتها.

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني