الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

سؤالي بارك الله فيكم: زوجي أسلم منذ إحدى عشرة سنة ولله الحمد، ولكن قبل إسلامه أخذ دينا من البنك للدراسة وهو ما يسمى عندنا بأمريكا قروض الطلاب، وهي ديون تعطى للطلاب ويبدأ الطالب في أدائها على شكل أقساط بعد التخرج بستة أشهر إن لم أخطئ ولكنها ربوية، وزوجي الآن يؤديها بالفائدة لأنه مجبر على ذلك، ولا يستطيع أن يتوقف عن الأداء. فهل إذا مات على هذا الحال يأثم لأنه أدى قرضا ربويا؟ وهل يحاسب على هذا الدين إن مات قبل أدائه كاملا ؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالكافر إذا أسلم غفر الله له ما كان سلف منه من الكفر فضلا عن المعاصي التي هي دونه كالربا وغيره، قال تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70). [الفرقان: 68-69-70].

فعلم من الآيات أن عقد الربا الذي أجراه زوجك قبل إسلامه مغفور له، أما مسألة استمراره في دفع الفوائد الربوية بعد إسلامه فإذا كان يقدر على الكف عنها فيلزمه، وإن كان ذلك خارجا عن قدرته فلا تثريب عليه، وإن مات على حاله هذه فلا يؤاخذ لأن الله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، وقد قال سبحانه: فاتقوا الله ما استطعتم.

واعلمي أنه لا يحاسب إلا على أصل الدين فقط، فإن اجتهد في سداده ثم مات قبل ذلك فإن الله تعالى عفو غفور، ولا تبعة عليه في ذلك، وراجعي الفتوى رقم: 27939

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني