الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبب تفوق الكفار أو العصاة على المسلمين أو الملتزمين في أمور الدنيا

السؤال

الكفار لا يتوكلون على الله أبدا، و يعتمدون فقط على الأسباب، ورغم ذلك فهم أقوى الأمم. مثال آخر: لعلك تجد قسما بالجامعة يدرس فيه الكفار والمسلمون؛ المسلمون يأتون بالأسباب ويتوكلون على الله، والكفار يكتفون بالإتيان بالأسباب، وفي الأخير تجد أن الطلبة الكفار هم المتفوقون.
كذلك في بلاد المسلمين، تجد قسما بالجامعة فيه فتيات متبرجات لعل أكثرهن لا يتوكلن على الله، ويعتمدن فقط على الأسباب، ثم تكون هذه الفتيات المتبرجات هن المتفوقات في الصف.
فما ردكم على ما تقدم ذكره؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فالقول بأن الكافر لا يتوكل على الله قول فيه نظر؛ إذ إن التوكل وإن كان عبادة من العبادات لا مانع من أن يقع من الكافر لا سيما أهل الكتاب، فالكافر قد تقع منه بعض العبادات لله كالتوجه إلى الله بالدعاء وقت الشدة.

وأما مسألة تفوق الكافر على المسلم في الدراسة -إن صح- فهذا قد يرجع إلى عدة أسباب منها عدم أخذ المسلم بالأسباب، ومن المعلوم أنه لا بد من الأخذ بالأسباب مع التوكل، وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم وهو سيد المتوكلين يأخذ بالأسباب، وقد يكون مرد تفوق الكافر على المسلم ما وهبه الله تعالى لذلك الكافر من مزيد ذكاء وفطنة لا يتمتع بها زميله المسلم، والفطنة والذكاء ليست حكرا على المسلمين ولا على الكافرين، وإنما هي فضل من الله وهبة يهبها من يشاء اختبارا، وقد يفتح الله على الكافر من أمور الدنيا ما لا يفتحه على المسلم استدراجا كما قال تعالى: { وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ } الأعراف 182 ، وكما قال تعالى: { أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لاَّ يَشْعُرُونَ (56) } سورة المؤمنون.

وقد يرجع تفوق الكافر على المسلم في الدراسة إلى أن الكافر أحسن طريقة الأخذ بأسباب النجاح من الدراسة والمراجعة والمثابرة، بينما لم يحسن المسلم طريقة الأخذ بأسباب النجاح فلم يدرس دراسة جيدة ولم يراجع دروسه ونحو ذلك .

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني