الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توسط مد البدل مع قصر مد اللين لورش من طريق الأزرق

السؤال

إذا أردنا قراءة هذه الآية: لإيلاف قريش ـ برواية ورش من طريق الأزرق فهل يجوز توسط البدل مع قصر اللين؟ ونفس السؤال إذا اجتمع مد عارض للسكون مع مد البدل كقوله سبحانه و تعالى: إن الله بالناس لرؤوف رحيم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيجوز لورش التوسط في مد البدل من طريق الأزرق مع قصر مد اللين إذا كان حرف اللين ليس بعده همز، كما قال الشاطبي في شأن البدل:

وما بعد همز ثابت أو مغير فقصر وقد يروى لورش مطولا.

ووسطه قوم كآمن هؤلاء آلهة آتى للإيمان مثلا.

وقال في شأن اللين:

وإن تسكن اليا بين فتح وهمزة بكلمة أو واو فوجهان جملا

بطول وقصر وصل ورش ووقفه وعند سكون الوقف للكل أعملا

وعنهم سقوط المد فيه وورشهم يوافقهم في حيث لا همز مدخلا.

وراجع شرح أبي شامة للشاطبية.

وقال الجزري في النشر: وأما الساكن العارض غير المشدد فنحو الليل، والميل، والميت، والحسنين، والخوف، والموت والطول، حالة الوقف بالإسكان أو بالإشمام فيما يسوغ فيه فقد حكى فيه الشاطبي وغيره عن أئمة الأداء الثلاثة مذاهب وهي الإشباع والتوسط والقصر وهي أيضاً لورش من طريق الأزرق في غير ما الهمزة فيه متطرفة نحو شيء، والسوء فإن القصر يمتنع في ذلك، وقد نص على الثلاثة جميعاً الإمام أبو القاسم الشاطبي، قلت: والتحقيق في ذلك أن يقال أن هذه الأوجه لا تسوغ إلا لمن ذهب إلى الإشباع في حروف المد من هذا الباب، وأما من ذهب إلى القصر فيها لا يجوز له إلا القصر فقط ومن ذهب إلى التوسط فيها لا يسوغ له هنا إلا التوسط والقصر اعتد بالعارض أو لم يعتد ولا يسوغ له هنا إشباع فلذلك كان الأخذ به في هذا النوع قليلاً. اهـ.

واجتماع البدل مع اللين العارض يجوز فيه تساويهما وقصور اللين عن البدل، لأن اللين أضعف من البدل فجاز أن يساويه أو يقصر عنه كما هو مقرر عند أهل الفن، فقد جاء في هداية القاري للمرصفي: إذا اجتمع مدان مختلفان في النوع فلا يخلو حالهما من أن يكون أحدهما ضعيفاً والآخر قويًّا، فإن تقدم القوي على الضعيف ساوى الضعيف القوي ونزل عنه وفي العكس يساوي القوي الضعيف ويعلو عنه وهذا هو الضابط في هذه القاعدة، وإليك مثالاً من مثلها وهو تقدم المد الجائز العارض للسكون وهو القوي على المد الجائز العارض للسكون الذي سكونه العارض بعد حرف اللين فقط وهو الضعيف مثاله قوله تعالى: لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ، قَالُواْ لاَ ضَيْرَ ـ بأن وقفت على أجمعين وعلى لا ضير، فعلى القصر في أجمعين القصر في اللين، لا ضير فقط: وعلى التوسط في أجمعين التوسط في اللين للتساوي ثم القصر بقدر حركتين نزولاً عن الأول لضعفه ثم المد في الأول وعليه الثلاثة في اللين فالمد للتساوي بالأول والتوسط والقصر للنزول عنه لضعفه. اهـ.

وإذا اجتمع مد عارض للسكون مع مد البدل فلا يجوز قصر العارض في حال توسط البدل، لأن العارض أقوى من البدل فلا يكون أقصر منه مدا، كما قال الناظم:

ثلث كمستهزون مع قصر البدل وإن توسط وسطن وامدد تجل

وإن تمد امدده لا غير لدا وقف لورش ستة نلت الأمل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني