الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشك والظن لا يفيد في الاعتقاد والإيمان

السؤال

أرجوكم أنا في حاجة إلى أن تجيبوني عاجلا ولا تحيلوني إلى إجابات أخرى أرجوكم، فهل واجب الاعتقاد الجازم الذي ليس به أدنى شك بجميع أركان الإيمان وبوجود الله خصوصا؟ أريد أن توضحوا لي ما معنى الاعتقاد الجازم؟ وهل هناك فرق بين الشك والظن في وجود الله؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فالعقيدة هو ما يعقد الإنسان عليه قلبه أي يعتقده بقلبه جازما بلا شك, جاء في المصباح المنير: واعْتَقَدْتُ كذا عَقَدْتُ عليه القلب والضمير حتى قيل العَقِيدَةُ ما يدين الإنسان به وله عَقِيدَةٌ حسنة سالمة من الشكّ. اهـ.

فالاعتقاد ليس فيه شك, فيجب الاعتقاد الجازم بأركان الإيمان الستة وهي: الإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره ـ والإيمان بالله تعالى يتضمن الإيمان بوجوده وبربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، فمن خالطه شك في ذلك فليس بمؤمن فلا فرق بين الشك والظن في باب العقيدة في كون كل منهما لا يتأتى معه إيمان، ولكن هناك فرق بين الشك وبين الوساوس التي قد ترد على القلب من الشيطان ويكرهها المؤمن ويدفعها فهذه ليست شكا، بل هي من كيد الشيطان, وانظر الفتوى رقم: 128213، عن الفرق بين الشك المؤدي للكفر وبين الوسوسة، والفتوى رقم: 75056.

علما بأن لفظ الظن قد يطلق ويراد به العلم الجازم الذي ليس فيه شك, ويطلق أيضا ويراد به الشك, وهذا هو الذي لا يفيد في باب العقيدة، جاء في أضواء البيان للشنقيطي ـ رحمه الله: الظن يطلق في لغة العرب التي نزل بها القرآن على معنيين: أحدهما: الشك كقوله: إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً، وقوله تعالى عن الكفار: إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنا وَما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ ـ الجاثية:32.

والثاني: هو إطلاق الظن مرادا به العلم واليقين، ومنه قوله تعالى هنا: وَظَنُّوا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ { فصلت:48} أي أيقنوا أنهم ليس لهم يوم القيامة محيص، أي لا مفر ولا مهرب لهم من عذاب ربهم، ومنه بهذا المعنى قوله تعالى: وَرَأى الْمُجْرِمُونَ النارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوها {الكهف:53} أي أيقنوا ذلك وعلموه، وقوله تعالى: الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ { البقرة:46} اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني