الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطورة الوساوس على الإيمان

السؤال

كتبت لكم من قبل ولم أتلق إجابة على أسئلتي: أنا فتاة مسلمة والحمد لله، كان ربي سبحانه وتعالى معي فى كل خطوة في حياتي، مع أني كنت مقصرة معه، ولكن هذا العام والذي قبله اشتدت عبادتي لله قوة واستمررت فى النهوض للفجر بفضل الله من العام الفائت، ولكن يا شيخ عندما انتظمت على على النوافل والأدعية والتسابيح والخشوع في صلاتي زادت حالتي سوء، فبدأ معي الوسواس في الصلاة ثم في الوضوء ثم فى العقيدة، ثم في الوصول لذات الله. ولكن بعد أن تخلصت منها كلها عادت لي من ناحية العقيدة، ولكن هذه المرة لا أعرف هل هو شك مني أو وسواس ( خاصة فى موضوع وحدانية الله) ومع أني بحثت عن الأدلة ودائما أجدها أدلة قاطعة، ولكن كأن هناك غشاوة على قلبي منها: أن حياتي تدمرت يا شيخ ولا أريد أن أفقد ديني. ماذا أفعل ؟ وهل يمكن ان تدلني على الأدلة في موضوع التوحيد لتشفي صدري. أرجوك يا شيخ الرد علي في أسرع وقت.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنهنئك أولا على ما أنعم الله تعالى به عليك من نعمة الاستقامة والحرص على الطاعات وعمل الصالحات، فاثبتي على ذلك، فهذا من أعظم الشكر على نعمة الهداية والتوفيق.

وما ذكرت أنه قد انتاب قلبك من وساوس في الوضوء أو في الصلاة أو في العقيدة يغلب أن يكون من كيد الشيطان ووساوسه لأنك قد أغظته بسيرك على الطريق الصحيح، فهو يريد أن يفسد عليك دينك من جهة الوسوسة، روى أحمد وأبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني أحدث نفسي بالشيء لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أتكلم به قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة.

فعليك بمدافعة هذه الوساوس والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وعدم الالتفات إلى أي شك، فاليقين لا يزول بالشك. وما يطئننا على صحة إيمانك وأن هذه مجرد وساوس وأنك ليس عندك شك في إيمانك هو ما ذكرت من أنك تخافين أن تفقدي دينك. وراجعي فتاوانا بالأرقام 12436 / 28751 / 134196. ولمعرفة كيفية علاج الوسواس راجعي الفتوى رقم 3086.

وأما وحدانية الله فلا تحتاج إلى دليل، فأدلة ذلك أشهر من أن تذكر، وقد صدق من قال:

وليس يصح في الأذهان شيء * إذا احتاج النهار إلى دليل

ورحم الله ابن المعتز حيث قال:

فيا عجبا كيف يعصى الإله * أم كيف يجحده الجاحد

وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد

وقد ذكرنا جملة من أدلة الله ووحدانيته بالفتوى رقم: 22279 فراجعيها.

وللشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رسالة عن الإيمان بالله ضمن رسائله بين فيها الأدلة على وحدانية الله تعالى من جهة الفطرة والشرع والعقل والحس ودلالة الأسماء والصفات وفصل القول فيها تفصيلا حسنا يمكنك الاطلاع عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني