الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقصير الأب في حق أبنائه لا يسقط حقه في برهم له

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهأنا في حيرة من أمري،والدى منفصل عن والدتي منذ 10 سنوات ويتصل بنا لفترات متباعدة جدا وهو متزوج من أخرى وعندما نقوم أنا وإخوتي للاتصال لمجرد صلة الرحم تظن زوجته أننا نتصل للمال رغم علمها أنه لا يرسل أي أموال لنا ولكن رغم ذلك تحثة على إثارة المشاكل معنا والتهديد بالطرد من الشقة حتى نبعد وآخر مرة تم الاتصال بنا كان فى شهر (8) العام الماضي ولم يتصل بعدها فهل عدم اتصالنا به يعتبر قطع صلة رحم نحاسب أنا وإخوتي عليها، أرجو الإفادة وعذرا على الشرح الطويل، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإننا نوصي والد هؤلاء الأبناء بأن يعتني بهم، وأن يسأل عنهم، لأنهم رعيته التي سيسأله الله عنها يوم القيامة، ففي الحديث المتفق عليه، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "الرجل راع في أهله، وهو مسؤول عن رعيته" لكن على الأبناء أن يعلموا أن تقصير الوالد في حقهم لا يسقط حقه في برهم له، لأن بر الوالدين من أوجب الواجبات التي لا تسقط بشيء ولو بكفر الوالد -والعياذ بالله- فقد قال تعالى(وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) [الإسراء: 23]، وقال تعالى(وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً) [لقمان:15]، فلم يسقط الله جل وعلا حق الوالدين في الوقت الذي يبذلان فيه قصارى جهدهما لإسقاط حقه، وإذا قصر الوالد في حق أبنائه، فهو مسؤول عن تقصيره، كما أن الأبناء إذا قصروا في حق آبائهم مسؤلون عن تقصيرهم، ولتراجع الأجوبة رقم:
5339
ورقم: 6719
ورقم: 13685.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني