الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النظر إلى الأطفال الحسان.. رؤية احترازية

السؤال

أتمنى المساعدة بقدر المستطاع: أحاول أن أغض بصري عن النساء وأن لا أنظر إليهن ولكن دائما ما أحب مطالعة الأطفال الحسان بنات أو أولاد, ولست شاذا جنسيا ولا أنظر إليهم بشهوة جنسية لكن لأني أحب أن أرى جمال الخالق في خلقه ودائما ما أقول ماشاء الله, والله يحفظهم حتى لا يحدث لهم شيء, فهل في هذه الحالة حلال أم حرام النظر إليهم؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق بيان حكم النظر إلى المردان والصبيان والرجال بشهوة مع الأدلة وأقوال أهل العلم، وبإمكانك أن تطلع على ذلك في الفتويين رقم: 26446، ورقم: 124804، وما أحيل عليه فيها.

أما إذا كان النظر لغير شهوة ولا لذة فلا مانع منه ـ إن شاء الله تعالى ـ وكذا يجوز نظر البنت الصغيرة إن كانت مما لا يشتهى مثلها، قال صاحب نهاية المحتاج الشافعي: الأصح في المذهب حِلُّ النظر إلى صغيرة لا تشتهى، لأنها غير مظنة للشهوة لجريان الناس عليه في الأعصار والأمصار. اهـ.

ولكنك كونك تنظر المتصفين بالجمال من هؤلاء مما يدعو لأن ننصحك بالبعد عن الأمر، لئلا يستدرجك الشيطان من دعوى النظر للتأمل في خلق الله إلى ما لا تحمد عقباه من النظر بشهوة أو ما هو أعظم من ذلك، وننصحك بالتأمل في آيات الله المتلوة والكونية بقلب يستنير بنور الوحي، وتأمل في صفات الله وأسمائه وتفرده بتدبير أمور خلقه مستدلا لذلك بما ثبت في الوحي، واحرص على الخضوع له والعمل بما يحبه، فقد قال المناوي في الفيض: فمنزلة الله عند العبد في قلبه على قدر معرفته إياه وعلمه به وإجلاله وتعظيمه، والحياء والخوف منه وإقامة الحرمة لأمره ونهيه، والوقوف عند أحكامه بقلب سليم، ونفس مطمئنة، والتسليم له بدنا وروحا وقلبا، ومراقبة تدبيره في أموره ولزوم ذكره والنهوض بأثقال نعمه ومننه. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني