الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الزوجة من الزوج الذي يزني ولا يصلي

السؤال

لقد سبق أن راسلتكم بالفتوى رقم:2316940
المشكلة هي أن زوجي لم يقلع عن عاداته السيئة، و علمت من خلال هاتفه أنه كان يراسل عدة فتيات و يقابلهن طيلة شهر رمضان و إلى يومنا هذا0
و حتى طريقة تسجيل أسماء هذه الفتيات تدل على أن هناك علاقة جنسية إما عن طريق الفم كما سبق أن اعترف لي، أو عن طريق الدبر.
كان قد وعدني بالتغير و الإقلاع عن الخيانة و لكني ألاحظ أنه يزداد يوما بعد يوم بعدا عني و هجرا لي في الفراش، علما أني وعظته مرات و مرات و سامحته من أجل ولدي الذي لم يبلغ بعد الرابعة من العمر إلا أنه كل مرة يقدم وعودا و لا يفي بها، و دائما يسوف سأصلي سأقلع عن الخيانة، سأفعل و أفعل و لا يفعل شيئا.
كما أني أعطيه كل حقوقه الواجبة، و أصبحت أهتم بنفسي و لم أعد حزينة كما كنت في السابق.
و لا أريد إعلام أهلي بما يجري معي حتى لا أفشي أمره و أكبر المشكلة أكثر.
سؤالي هو: كيف أتعامل معه لأني أخاف من أن ينقل لي مرضا جنسيا أو عدوى من خلال ممارساته.
و لكم مني جزيل الشكر

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان الواقع ما ذكرت من أن زوجك قد أقر بأنه يمارس الفاحشة مع هؤلاء الفتيات فهو زوج سيء الفعال وآت لما يغضب العزيز الجبار. وليس المطلوب منه مجرد الوفاء بما وعدك به من التغير وترك هذه الممارسات، بل يجب عليه أن يتوب إلى الله توبة نصوحا، وشروط التوبة قد بيناها بالفتوى رقم 5450.

ولا يجوز للزوج أن يهجر زوجته في الفراش لغير سبب مشروع كنشوزها مثلا، فإن هذا يتنافى مع حسن عشرة الزوجة.

قال الشيخ ابن عثيمين كما في فتاوى نور على الدرب: الزوج الذي هجر زوجته أو نشز عنها مع قيامها بحقه إذا كان الحامل له على ذلك العلو والاستكبار فإن الله تعالى أعلى منه وأكبر منه، فعليه أن يتوب إلى الله وأن يخشى العلي الكبير جل وعلا....اهـ.

وإن كان تاركا للصلاة فأمره أعظم وإثمه أشد، فترك الصلاة من الأمور الخطيرة حتى أن بعض الفقهاء كالحنابلة في المشهور من مذهبهم قد ذهبوا إلى أن تارك الصلاة كافر خارج عن ملة الإسلام ولو تركها تكاسلا، والجمهور على خلاف ذلك كما أوضحنا بالفتوى رقم 1145. فالذي نوصيك به هو أن تستمري في نصحه وتخويفه بالله تعالى، فإن تاب إلى الله وأناب فالحمد لله وإلا فلا خير لك في البقاء في عصمته، والولد يحفظه الله بإذنه سبحانه. وما ضرك لو علم أهلك فراقك لزوج هذا حاله من السوء. ومن يمارس الفاحشة مع النساء لا يبعد أن ينقل لزوجته الأمراض الخطيرة.

وأما الدعاء فلا تعجزي عنه فأعجز الناس من عجز عن الدعاء، ولا تيأسي وتتوقفي عن الدعاء فالعبد فقير إلى ربه محتاج إليه، قال تعالى:يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ.[فاطر:15 ]. وإذا تركت الدعاء على زعم أن رب العالمين لم يستجب دعاءك فكأنك بذلك تحاسبين ربك وتعترضين على حكمه، فأنت ما عليك إلا الدعاء، وهو بحكمته وعلمه أدرى بما يصلح عبده، وربما يكون أراد أن يبتليك بمثل هذا الزوج، فيرفع بذلك درجاتك ويكفر سيئاتك. قال تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُون. [الأنبياء:35 ]. وروى الترمذي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني