الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاقة الصحف والفرقان المنزل على موسى بالتوراة

السؤال

الإخوة الأعزاء والمشايخ الفضلاء في الشبكة الإسلامية: ما هو اسم الكتاب الذي أنزل على موسى عليه السلام؟ وهل هو الصحف كما في قوله تعالى: صحف إبراهيم وموسى ـ أم هو الفرقان كما في قوله تعالى: وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الكتاب الذي أنزله الله تعالى على موسى هو التوراة كما تواترت بذلك نصوص الوحي من القرآن والسنة، وهي الصحف المذكورة في الآية التي أشرت إليها، ومن أهل العلم من ذهب إلى أن الصحف غير التوراة، فقد ورد في حديث ضعيف جدا أو موضوع رواه ابن حبان وغيره أنها: عشر صحائف أنزلت على موسى قبل التوراة.

وانظر الفتوى رقم: 39965.

وقال القرطبي في التفسير: صحف إبراهيم وموسى هي: الكتب المنزلة عليهما ـ ومما كان في صحف إبراهيم: أيها الملك المتسلط المبتلى المغرور، إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظلوم، فإني لا أردها ولو كانت من فم كافر، ومما كان في صحف موسى، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح! وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف ينصب؟ وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها! وعجبت لمن أيقن بالحساب غدا ثم هو لا يعمل. اهـ

وأما الفرقان الذي ورد في قول الله تعالى: وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان ـ فليس المقصود به الصحف، وإنما المقصود به الفرق بين الحق والباطل كما قال الطبري في التفسير: يعني بـالكتاب: التوراة، وبـالفرقان: الفصل بين الحق والباطل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني