الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النذر المشروط لا يلزم الوفاء به إلا عند حصول الشرط

السؤال

شيوخنا الأفاضل منذ أربع سنوات شفيت والحمد لله ابنتي من مرضها، عندئذ نذرت لله أنه في عيد الأضحى المبارك سأنحر لها خروفا شكرا لله تعالى عما من علينا من نعمه، ولأن أهلي يكونون في الجبل عادة بالعيد وأنا وإخوتي في بيروت، قلت في نذري بالحرف إنه عندما نجتمع أنا وإخوتي عند أهلي في عيد الأضحى سأضحي بهذا الخروف، ومنذ أربع سنوات لم نجتمع أنا وإخوتي عند أهلي لسبب ما. سؤالي: هل أستطيع أن أضحي هذا العام لأن موضوع النذر يشغلني أم أنتظر لحين اجتماعنا جميعا أي أنا وإخوتي وعائلتي. أفيدوني أرجوكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الوفاء بالنذر يجب أن يكون على الكيفية التي نذره بها صاحبه؛ فقد قال الله تعالى: وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ . الحج:29. وقال صلى الله عليه وسلم: من نذر أن يطيع الله تعالى فليطعه. الحديث رواه البخاري وغيره.
وما دمت قد اشترطت لتنفيذ هذا النذر أن يكون وقت اجتماعكم ولم يحصل ذلك بعد فإنه لا يلزمك الوفاء به إلا عند حصول الشرط وهو اجتماعكم.

ولذلك لا حرج عليك في تأخيره في المدة المذكورة؛ لأن شرط الوجوب لم يحصل وهو اجتماعكم، ولا حرج عليك في تنفيذه والتعجيل به في هذا العام ولو لم تجتمعوا؛ لأن حصول اجتماعكم إنما يلزم به وجوب الوفاء، ولكن لا يلزم من عدمه عدم الصحة والوفاء، وخاصة أنه لم يتيسر في هذه المدة الطويلة.

لذلك فالأفضل لك أن تبادري بالوفاء بنذرك في أقرب عيد يتيسر لك حتى تبرئي ذمتك. وإذا لم تذبحي أضحيتك المنذورة هذه السنة لعدم وجوب الوفاء بنذرك عليك على ما سبق ، فضحي فإن الأضحية مطلوبة كل سنة، وللمزيد من الفائدة انظري الفتاوى التالية أرقامها: 129870، 158081،134969.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني