الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حرمة شراء شهادة عالمية في اللغة الإنجليزية مزورة

السؤال

أنا موظف مبتعث من المستشفى العسكري بالرياض لدراسة الماجتسر تخصص إداري، وحصلت على قبولين من جامعتين في ماليزيا وتم اختيار إحداهما حيث إن من شروط القبول في الجامعتين أن أخضع لاختبار لغة إنجليزية لديهم، و إذا لم أتجاوزه أدرس لدى الجامعة في معهدهم لمدة ستة أشهر، وبعدها أبدأ أدرس الماجستير، وقمت باختيار هذه الجامعة التي أدرس فيها الآن وصدر قرار الابتعاث عليها ولا أستطيع الآن تغييرها، بعت أثاث منزلي وسافرت برفقة عائلتي ولم أعد أمتلك الآن أي شيء في الرياض حتى أعود بدون شهادة الماجستير، وبعد وصولي والتسجيل تفاجأت أن الكلية التي أدرس فيها دون الكليات الأخرى اتخذت قرارا بوجوب الحصول على شهادة اختبار التوفل أو الايلتس العالمي، ومنحوني ستة أشهر وأنا أسكن في محافظة تبعد عن العاصمة500كلم ولا يوجد فيها معاهد جيدة يمكن أن تساعدني في الحصول على الشهادة العالمية في اللغة، وإنما يوجد فيها معاهد مشهود بضعفها وقلة إمكاناتها ليست كالتي في العاصمة والسفر للعاصمة والعيش فيها لدراسة اللغة مكلف ماديا وفيه مشقة، ولن يتكفل المستشفى بدفع التكاليف لأنه متكفل بالتكاليف التي صدر عليها قرار الابتعاث, ويوجد شخص يستطيع إحضار شهادة من المعهد البريطاني دون أن أخوض الامتحان وأتجاوز شرط الجامعة مقابل 1500.
فهل يجوز ذلك مع العلم أنني سألت عن التحويل لكلية أخرى فأفادو أنه لا بد أن أدرس هذا الفصل وأحصل على درجات عالية لأتمكن من التحويل، أي أن مستقبل دراستي مرتبط بهذه الشهادة، وكان من الممكن أن أذهب إلى جامعة أخرى لو لا أن الجامعة غيرت شروطها بعد أن أصبحت في موقف لا أحسد عليه ولا أستطيع التراجع وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجملة ما ذكرته لايبيح لك شراء شهادة مزورة لحرمة التزوير قال تعالى: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ. [الحج:30]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من غش فليس منا" رواه مسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر" ثلاثاً، قلنا: بلى يا رسول الله قال: "الإشراك بالله وعقوق الوالدين" وكان متكئاً فجلس، فقال: "ألا وقول الزور وشهادة الزور" فما زال يكررها حتى قلنا: ليته يسكت. متفق عليه.
قال الراغب: الزور: الكذب.

وقال الحافظ: ضابط الزور: وصف الشيء على خلاف ما هو به، وقد يضاف إلى القول فيشمل الكذب والباطل، وقد يضاف إلى الشهادة فيختص بها، وقد يضاف إلى الفعل ومنه: لابس ثوبي زور، ومنه: تسمية الشعر الموصول: زوراً. الفتح.

وذكر العلماء كما في الموسوعة الفقهية تحت كلمة التزوير:أن التزوير يشمل، التزوير والغش في الوثائق والسجلات ومحاكاة خطوط الآخرين وتوقيعاتهم بقصد الخداع والكذب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني