الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يحكم بنجاسة شيء بمجرد الوسوسة والظن

السؤال

جزاكم الله خيرا على ما تبذلونه من جهد لراحة المسلمين.
لدي طفل عمره سنتان، أحيانا يتبرز وتمتلئ حفاظته بالبراز لدرجة أنه يسيل إلى خارج الحفاظة القليل منه وتترطب ملابسه الخارجية فأضطر للذهاب إلى الأماكن التي جلس فيها وألمسها فأجد فيها رائحة البراز، وأحيانا رطوبة فأغسل الأماكن التي وجدته فيها.
لكن أحيانا أذهب إلى الأماكن التي جلس فيها ولا أجد رطوبة ولا رائحة، مع أني أعلم أنه جلس فيها بعد ترطب ملابسه ونجاستها فأحكم بنجاسة هذه الأماكن مع أني لم أجد بها شيئا.
وأحيانا لا يجلس بالمكان بل يزحف فيه أو يجلس ويقفز فيه وأحكم بنجاستها، وكذلك البول أحيانا يتسرب إلى ملابسه الخارجية وهو نائم فأحكم بنجاسة الفراش واللحاف والوسادة، مع أني أحيانا لا أجد رائحة ولا لون ولا رطوبة، لكني أغسلها وخصوصا البول لأنه بلل وليس مثل الغائط رطوبة.
هل هذا من الشك بالنجاسة أم اليقين بها؟ لأني متيقنة أنه جلس بالمكان وملابسه رطبة، لكن لا أجد رطوبة ولا رائحة ولا لون.
أنا مصابة بالوسواس وأحاول أن أتخلص منه، وقرأت من فتواكم أن المكان لا يحكم بنجاسته بمجرد الشك.
فهل ما يحصل لي شك أم يقين؟ لأني متيقنة بنجاسة ملابس طفلي الرطبة، لكن أحيانا لا أجد أثرا للنجاسة في المكان مع يقيني بجلوسه فيه وملابسه رطبة بالنجاسة.
وأحيانا تكون ملابسه ترطبت منذ زمن ويذهب ويلعب ويجلس في أماكن وأنا لا أعلم، وعند ما أعلم بنجاسة ملابسه لا أعرف جميع الأماكن التي جلس فيها. فما أعلمه منها أفعل فيها ما أخبرتكم لكن الأماكن التي لا أعلم بها ماذا أفعل بها؟
أنا الآن لا أصلي إلا في أماكن معينة من البيت محصورة لخشيتي من تنجس الأماكن لكن أهلي يصلون في أي مكان بالبيت وأخشى أن يصلوا في مكان نجس وأنا لا أعلم به.
أفيدوني جزاكم الله خيرا فقد بلغ الوسواس مني مبلغا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلمي وفقك الله أن الاسترسال مع الوساوس في هذا الباب وغيره مما يفتح على العبد بابا عظيما من أبواب الشر، فعليك أن تتركي الاسترسال مع الوساوس ولا تحكمي بتنجس شيء بمجرد الشك، فإن شككت في جلوس ابنك في مكان ما فالأصل عدم جلوسه فيه، وإن شككت هل جلس فيه وثيابه متنجسة أو لا أو هل كانت ثيابه رطبة أو لا؟ فإن الأصل عدم النجاسة فيما ذكر، فلا تقدمي على غسل شيء من الأماكن ما لم يحصل لك اليقين بتنجسها، وأما إذا تيقنت يقينا جازما من أن طفلك قد جلس في مكان ما وثيابه رطبة من النجاسة، فقد اختلف العلماء هل يجب عليك غسل هذا المكان أو لا؟ بناء على اختلافهم في انتقال النجاسة في هذه الحال، وما دمت تغسلين هذا المكان فهو أحوط وأحسن وأبرأ للذمة، على ألا تتعدي هذا القدر بغسل ما تشكين في تنجسه من الأماكن سدا لباب الوسوسة، وانظري لتفصيل القول في مسألة انتقال النجاسة الفتاوى التالية أرقامها: 116329 ،117811 154941

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني