الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يصلي بالناس إماما ويعاني من سلس البول وانفلات الريح

السؤال

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبعد:
أعمل إمام مسجد منذ أربع سنوات، ومنذ 25 سنة هداني الله للتوحيد والسنة، وعلى قدر من الثقافة والحمد لله، ويقول عني من يصلون معي وفي المساجد التي أخطب فيها أنهم يستفيدون مني، والبعض يصفني بعالم ولكن هذا جهلا منهم بالفرق بين الداعية وطالب العلم والعالم. ومشكلتى أنني منذ 20 سنة أعاني من سلس بول ينقطع بعد قضاء الحاجة بفترة تتراوح ما بين الخمسة دقائق والنصف ساعة أحيانا بعد عشرة دقائق، وأنا لا أصلي إلا إذا انقطع البول، وطبعا أتحفظ بحافظة فلا يصل البول إلى جسدي أو ملابسي، وأصلي صلاة السليم بعد الانقطاع، غير أنه في بعض الأحيان 1-يدخل علي وقت الصلاة فأترك الجماعة حتى ينقطع البول 2-أحيانا أصلي صلاة المعذور مع الجماعة لكن مأموما وأعيد الصلاة بعد زوال العذر 3- أعاني مع سلس البول من انفلات الريح إلا أن هذا غير منضبط ويحرجني كثيرا حتى إنني عند الوضوء أنوي استباحة الصلاة ولا أقطع صلاتي لأجل الريح(المشكلة أنني قد أصلي يومين كاملين بدون أن يأتى هذا الريح، ولكن أحيانا يأتي متواصل لوقت يسع وقت الصلاة أو وقتين تبعا لطبيعة بعض الطعام )عند ما أكون إماما أنوي الاستباحة ولا أحس بالذنب، ولكن عندما أكون مأموما أحس بالذنب لعدم قطعي الصلاة والوضوء من جديد وهذا يحرجنى مع الناس ويجعلهم ينظرون إلي نظرات مريبة 4-فكرت فى ترك الإمامة والتحول إلى عمل إداري بالأوقاف ولكن والله ليس تزكية في نفسي ولكن الحقيقة أن الغالبية العظمى في أئمة أوقاف مصر إما صوفية غالين أو أئمة موظفين(يعنى وظيفة وأكل عيش فقط) وقليل منهم أصحاب رسالة وهدف وأنا متشبه بهم وسائر على طريقهم 5- إننى أعوض تقصيرى في الإمامة بمشاركتي في مكتب مجاني لتحفيظ القرآن الكريم يوميا والحمد لله. أفتونا وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فزادك الله حرصا على الخير، ثم اعلم أنه ما دام البول ينقطع زمنا يتسع لفعل الطهارة والصلاة فلست مصابا بسلس البول، بل يجب عليك أن تنتظر ريثما ينقطع خروج البول ثم تتطهر وتصلي، وليس لك أن تصلي لا إماما ولا مأموما قبل انقطاع البول، فإن الصلاة بطهارة صحيحة مقدمة على الجماعة، وانظر الفتوى رقم: 114190 ، وعليك أن تقضي حاجتك قبل دخول الصلاة بوقت كاف لتتمكن من أداء وظيفتك على وجهها، فإن تعذر عليك ذلك فتحولك إلى عمل تؤديه على وجهه خير لك، وأما الدعوة إلى الله وتعليم الناس الخير فليس مقصورا على من يعمل في الإمامة، فيمكنك الدعوة إلى الله وتعليم الناس ولو لم تكن إماما وذلك بقدر استطاعتك وحسب طاقتك، وأما انفلات الريح فإن كان وقت انقطاعه مضطربا بحيث يتقدم تارة ويتأخر أخرى ويوجد تارة ولا يوجد أخرى فإن الواجب عليك أن تتوضأ بعد دخول الوقت ولا يضرك ما خرج منك، فتصلي بوضوئك هذا الفرض وما شئت من النوافل كما يفعل المصاب بالسلس، وانظر الفتوى رقم: 136434 ، وأما إمامة صاحب السلس أو انفلات الريح فهي محل خلاف بين العلماء والراجح إن شاء الله جوازها، وانظر الفتوى رقم: 134757.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني