الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل للمرأة المسافرة بدون محرم الترخص برخص السفر؟

السؤال

أنا طالبة من المغرب أسكن في مدينة الدار البيضاء وأتابع الدراسات العليا في مدينة الرباط وأُدَرِّس هناك، علما بأن الرباط تبعد عن الدار البيضاء حوالي 85 كلم، فهل هذا يعتبر سفرا؟ وهل لي في رخصة التقصير علما أنني أذهب بدون محرم؟.
إشارة: هناك حركة كثيفة في السير بين الدار البيضاء والرباط، فالعديد من أهل الدارالبيضاء يشتغلون أو يدرسون في الرباط وكذلك الحال بالنسبة لأهل الرباط، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فالمسافة المذكورة إن كانت من آخر البنيان في المدينة الأولى إلى أول البنيان في الثانية فإنها تعتبر مسافة سفر يجوز لمن يقطعها الترخص برخص السفر، فيقصر الصلاة الرباعية ويجمع بين الصلاتين المشتركتين في الوقت ـ الظهر مع العصر والمغرب مع العشاء ـ ولكن لا يجوز للمرأة أن تسافر بدون محرم، والسفر الذي تنهى عنه المرأة بلا محرم هو كل ما يسمى عرفا سفرا، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن سفر المرأة بلا محرم، كما بيناه في الفتوى رقم: 165849، وهي عن حكم سفر المرأة للعمل بدون محرم، والفتوى رقم: 125043، عن المعتبر في السفر الذي تنهى عنه المرأة بدون محرم.

فإن سافرت بدون محرم لغير ضرورة ملجئة فقد عصت، وقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أن المسافر العاصي بسفره لا يترخص برخص السفر، قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ في شرح الزاد عند ذكره لشروط القصر في السفر: وقوله: سفراً مباحاً ـ هذا هو الشرط الأول للقصر، والمراد بالمباح هنا: ما ليس بحرام ولا مكروه، فالسفر لفعل المحرم محرم، ومن السفر المحرم سفر المرأة بلا محرم. اهــ.

وانظري الفتويين رقم: 119889, ورقم: 43943.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني