الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من نطق بالطلاق ثم علقه على أمر

السؤال

أنا ياشيخ متزوجة منذ 6 سنوات، ومررت بظروف صعبة من ثاني سنة في الزواج، طلقني زوجي طلقة ولم أخبر أهلي تجنبا للمشاكل. وقبل سنة ونصف كنا على جنابة أنا وزوجي، وتشاددنا فقال أنت طالق، وقعد كم دقيقة وذكرته بالأولاد وعلقها وقال إذا فتحت الموضوع مرة ثانية.
سؤالي: هل يقع الطلاق الثاني ؟ أرجو الإجابة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فتعليق الطلاق على أمر معين يشترط فيه أن يكون ما علق عليه متصلاً بالتلفظ بالطلاق، بحيث لا يفصل بينهما كلام أجنبي, ولا يسكت بينهما سكوتا يمكنه الكلام فيه.

جاء في الموسوعة الفقهية أثناء الحديث عن شروط تعليق الطلاق : ... كما يرى الفقهاء أن معاني الألفاظ غير المتصلة لا تلحق الأصل. ومن هنا وجب الاتصال في الاستثناء والشرط والتعليق...

وفيها أيضا عند ذكر شروط التعليق: أن يكون التعليق متصلا بالكلام , فإذا فصل عنه بسكوت , أو بكلام أجنبي , أو كلام غير مفيد , لغا التعليق ووقع الطلاق منجزا , كما لو قال لها : أنت طالق , وسكت برهة , ثم قال : إن دخلت دار فلان. انتهى.

وبناء على ذلك فقول زوجك :[ إذا فتحت الموضوع ] بعد مضي دقائق على نطقه بالطلاق لا يصير به الطلاق معلقا.

وبما أن صيغة الطلاق التي نطق بها كانت صريحة فإنها تعتبر طلقة ثانية وله أن يراجعك قبل تمام العدة. وما تحصل به الرجعة سبق بيانه في الفتوى رقم :30719.

وننصحك بالابتعاد عما يثير غضب زوجك، إبقاء لرباط الزوجية، ومراعاة لمصلحة أولادك؛ فإنه لم يبق من العصمة إلا طلقة واحدة تحصل بعدها البينونة الكبرى. نسأل الله أن يجنبنا وإياك المكروه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني