الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من أتى ببعض الشوط الأول دون نية الطواف

السؤال

أرجو من فضيلتكم الإجابة على سؤالي: حججت قبل ثلاث سنوات ولله الحمد ولم أكن أعرف الكثير عن الحج، فكنت أتبع كل ما يقوله لي والدي حفظه الله.
وعند ما ذهبنا إلى الحرم لطواف الوداع وجدنا الدور الأول زحامه شديدا فقررنا الطواف في الدور الثاني، وعندما وصلنا إلى الدور الثاني رأيت الضوء الأخضر ورفعت يدي وسميت وكبرت كما فعل والدي ولم أكن أعلم أنه من هنا يبدأ الطواف، وبعد شوط من طوافي علمت أنا قد بدأنا الطواف فأكملت الأشواط الستة، ثم سافرنا إلى المدينة، علما بأني غير متزوجة. فماذا يجب علي فعله؟ جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دمت قد أتيت ببعض الشوط الأول دون نية الطواف عند البدء بالشوط به ولم تأت بشوط آخر بدله، فإن طوافك يعتبر ناقصا لأن طواف الوداع لا بد له من نية لعدم دخوله تحت عموم النسك، والطواف لا يصح بدون سبعة أشواط عند الجمهور، ومن لم يأت به كاملا فكأنه تركه.

ففي حواشي الشرواني و العبادي على تحفة المحتاج في الفقه الشافعي : وطواف الوداع لا بد له من نية كما قاله ابن الرفعة ولأنه ليس من المناسك عند الشيخين كما سيأتي، بخلاف ما شمله نسك وهو طواف الركن والقدوم فلا يحتاج إلى نية لشمول نية النسك له .انتهى.

وفي الشرح الممتع على زاد المستقنع عند قول المؤلف «أو لم ينوه» : فيشترط لصحته أن ينويه، فلو جعل يدور حول الكعبة، ليتابع مديناً له يطالبه بدين، أو لأي غرض من الأغراض، فإنه لا يصح طوافه، لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى» وهذا لم ينو الطواف. انتهى.

ولبيان مذاهب العلماء في حكم طواف الوداع وما يجب على من تركه تراجع الفتوى رقم : 79853.

الله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني