الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لمن يشعر بعدم الرغبة في الصلاة

السؤال

جزاكم الله كل خير وجعل جهودكم في موازين حسناتكم.
سؤالي هو: أصبت بالاكتئاب وأنا أظن أنني إنسانة مؤمنة وأخاف الله، وأؤدي واجباتي، ولكن في كثير من الأيام أشعر بعدم رغبة للصلاة وكأنها هم كبير ولا أستطيع الصلاة، ومع ذلك أشعر بالندم الشديد والخوف من عقاب الله، وأخاف من عدم توفيق الله لي لتقصيري وألوم نفسي بشدة وأبكي بحرقة، وأستغفر الله وأقطع عهدا على نفسي وأعاهد ربي على العودة والمحافظة على الصلوات، ولكن الحالة تعود لي مرة أخرى. وأنا حاليا أتعالج من الاكتئاب ولكن ما زلت لا رغبه لدي لأي شيء، وأفكر في أن أقتل نفسي لأستريح -أنا أحب الله وأريد أن أحافظ على صلاتي، ولن ينفعني في هذه الدنيا غير علاقتي الطيبة بخالقي ورضاه عني. فبماذا تنصحوني وجزاكم الله كل خير؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلمي أيتها الأخت الكريمة أنه لا سعادة للعبد ولا راحة له إلا في طاعة الله تعالى والانقياد لأمره، وأن الحزن والهم والضيق والاكتئاب ونحوها من الأمراض النفسية إنما تحدث بسبب البعد عن الله تعالى وضعف الصلة به، قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {النحل:97}. فالحياة الطيبة لا تنال إلا بالإيمان والعمل الصالح. وما تشعرين به أحيانا من عدم رغبة في الصلاة ثم يحملك ذلك على تركها إنما هو من تزيين الشيطان وإغوائه لك، فهو يبغضك في طاعة الله تعالى ويوهمك أنها ثقيلة عليك ليحول بينك وبين السعادة الحقيقية، فعليك بمجاهدة نفسك الأمارة بالسوء وعدم الاستسلام لتسويل الشيطان والانخداع بمكره، واعلمي أنك مع المجاهدة الصادقة والإخلاص لله تعالى والاستعانة به ستوفقين إلى ما فيه مصلحتك وسعادتك، فإن الله تعالى وعد المجاهدين فيه أن يهديهم كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}. وأكثري من الدعاء بالهداية فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الله تعالى يقلبها كيف يشاء، ومن يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وعليك بصحبة أهل الخير والصلاح ممن يذكرون بالله تعالى ويعينون على طاعته، وأكثري من سماع الأشرطة الطيبة والمحاضرات النافعة والكتب السهلة التي تعنى بأمر الوعظ وترقيق القلوب. واستحضري دائما خطورة ترك الصلاة وأن تاركها يعرض نفسه لعقوبة الله العاجلة والآجلة، وراجعي لذلك الفتوى رقم: 130853.

نسأل الله أن يوفقنا وإياك لما فيه رضاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني