الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صبر الزوجة على أذى زوجها حفاظا على استقرار الأسرة فيه أجر كبير

السؤال

أنا فتاة عمري 26 متزوجة من شاب يبلغ 30 عاما ولدينا طفل ولله الحمده نعيش خارج بلدنا وكلما حدث سوء تفاهم بيننا هددني بأنه سيرسلني لبلدنا لمدة لا تقل عن 4 أشهر ونفذها مرتين، مع أنني أحبه وأحاول بكل جهدي إسعاده، ولكنه لا يكترث، وكل ما يهمه سهرات المقاهي والأصدقاء على حساب بيته ويسمع تعليق أهله علي، وهو حاج ويصلي لكنه آذاني وأصبت بأمراض من شدة الحزن وتكلم أهلي معه لكنه لا يظهر لهم الاحترام، فماذا أقول له؟ لا أريد الانفصال، لأنني أحبه ولا أريد الحزن لابننا، انصحوني ولكم الأجر إن شاء الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلمي أولا أنه قلما تخلو أسرة من شيء من سوء التفاهم بين الزوجين أو حدوث مشاكل بينهما، وينبغي في هذه الحالة أن يتحرى الزوجان الحكمة والتعقل، والزوج مطالب شرعا بإحسان عشرة زوجته، كما قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}.

وليس من العشرة أن يهدد الزوج زوجته بإرسالها إلى أهلها‘ أو إلى أي مكان لا تريده عقوبة لها عند حدوث خلاف بينهما، كما أنه ليس من حسن العشرة أن يفضل الزوج قضاء وقته مع أصدقائه على بقائه في بيته ومع أهله، ولا يجوز له إيذاء أهلها بأي قول أو فعل.

وعلى كل حال، فإن كان زوجك على الحال الذي ذكرت في تعامله معك فهو مسيء، وصبر الزوجة على أذى زوجها فيه أجر كبير، كما أن فيه الحفاظ على استقرار الأسرة، وعليك بالإكثار من دعاء الله تعالى أن يصلح حاله، فالدعاء من خير ما يستعان به في تحقيق المبتغى، والله تعالى قريب مجيب، وبيده قلوب العباد يقلبها كيف يشاء، وهنالك أسباب ينبغي أن تجتهدي في تحصيلها كالتزين لزوجك وحسن التبعل له، وإظهار المودة والحب ولو تكلفا، والحرص على الاهتمام بأموره وبيته، وننبه إلى أمرين:

الأمر الأول: أن على الزوج أن لا يلتفت إلى ما يبلغه من سوء عن زوجته سواء من قبل أهله أو من قبل غيرهم، ما لم تقم لديه بينة أو يجد قرينة قوية، فالله تعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ {الحجرات:6}.

الأمر الثاني: الحرص على أن يكون الأولاد بعيدين عن أي مشاكل تحدث في الحياة الزوجية، وإخفاء ذلك عنهم قدر الإمكان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني