الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزوجة الصالحة تعين زوجها على بره بأمه

السؤال

كنت أعيش أنا وزوجتي وطفلين مع والدتي في بيت والدي رحمه الله، وعندما طلبت زوجتي الانفصال في بيت مستقل، قمت بمشاورة الوالدة وطلبت منها الانتقال معنا، و اشتريت منزلا قريبا من عملي ومن سكن والد زوجتي، ولكنه يبعد عن بيت والدي وبيوت إخوتي مسافة نصف ساعة تقريبا. بعد الانتقال، لاحظت أن والدتي لم تتكيف مع هذا المنزل حيث إنها تعودت على بيتها.
والدتي الكبيرة في السن والتي تعاني من مرض الزهايمر تعيش الآن في منزل والدي مع ابن أختي وزوجته، وعاملة منزلية، وسائق، وأنا أزورها كل يوم تقريبا، ولكني أعاني من بعد المسافة، لذلك فإنني أرغب في شراء منزل قريب من بيت والدتي ليتسنى لي زيارتها وتفقدها بأي وقت، وأن أعرض عليها الانتقال للعيش معي لأن هذا المنزل قريب من الجميع، ولكن زوجتي لا ترغب بالانتقال من البيت الحالي بحجة أنها لا تحب الحي الذي تعيش فيه والدتي ولن ترتاح فيه مع أنه حي متكامل ولا يعيبه شيء.
هل علي شيء إذا انتقلت إلى بيت منفصل قريب من بيت والدتي مع عدم ارتياح زوجتي لذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان المسكن الذي تريد أن تنتقل إليه مستقلا مناسبا فلا حق لزوجتك في الامتناع من الانتقال إليه، بل لا يجوز لها الامتناع ولو كان المسكن في دار تجمعها مع أمك أو غيرها.

قال الشربيني : وَلَوْ اشْتَمَلَتْ دَارٌ عَلَى حُجُرَاتٍ مُفْرَدَةِ الْمَرَافِقِ جَازَ إسْكَانُ الضَّرَّاتِ فِيهَا مِنْ غَيْرِ رِضَاهُنَّ. مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج.

فينبغي إذا أردت ذلك أن تكون حكيما في تمريره، فتحاور زوجتك وتبين لها المصلحة في ذلك، وأعلمها أن الزوجة الصالحة تعين زوجها على بر والديه، فإن بر الوالدين من أفضل القربات إلى الله.

وعلى كل حال فإن عليك بر أمك والإحسان إليها ولا سيما مع كبرها ومرضها، وأبشر ببركة برك بها في الدنيا والآخرة – بإذن الله -
وللفائدة راجع الفتوى رقم : 101871.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني