الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إظهار العزة بالتمسك بالدين بعدم المصافحة؛ لا الخجل

السؤال

إني أتيت إليكم عسى أن تأخذوا بيدي إلى بر الأمان, فلم أجد سبيلا للاستفسار سوى سبيلكم.
أنا فتاة في 20 من العمر و أعيش حياة يائسة كئيبة رغم أني ملتزمة و أحرص على الصلاة و الصوم، و أنا متحجبة لكن المشكلة أني اضطر في بعض الأحيان إلى مصافحة الرجال. فزملائي الذين أدرس معهم أرفض مصافحتهم و هم يروني جاهلة و منغلقة لكني لا آبه ولا أبالي من سخريتهم فالله أولى. لكن لما دخلت كلية الطب و أذهب للمستشفى لتلقي الدروس العملية(التطبيقية), الأطباء المعلمون يمرون علينا للشرح و عوضا أن يقولوا //السلام عليكم//فحسب.فهم يمدون أيديهم للمصافحة و نحن جماعة طلاب و طالبات, و الحقيقة أجد صعوبة في الرفض لأني إن فعلت سيهمشونني و لن يشرحوا لي شيئا من هذه الدروس التي لا يمكنني أن أجدها إلا من عندهم ولا يمكن الاستمرار في الطب أصلا من دونها. و الحالة الأخرى لما يأتي إلينا المرضى فإن البعض يصافحنا و أجد صعوبة في الرفض خاصة لما يكونوا مسنين فالشباب لا أجد حرجا في عدم المصافحة.
و حقا إني أعيش مأساة لأن نفسي و مبادئي لا يسمحان لي بمصافحة الرجال، علما أني لم أبادر قط في مصافحتهم بل هم الذين يفعلون.و يجعلوني أعيش حياة كاذبة و يضعونني في مواقف حرجة كهذه.
و سؤالي هو: هل أنا في معصية و ما هو الحل,لأني لا أستطيع إبطال دراستي فقد اجتهدت فيها و ضحيت بالكثير حتى أدخل كلية الطب و لا أقوى على الرمي بأحلامي و بعلمي إلى العدم و الذي هو كذلك عبادة.
أتوسل إليكم أن تردوا على سؤالي و هل أن الله سيكون غاضبا مني بسبب فعلي. و شكرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن بينا أدلة تحريم مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية في الفتوى رقم : 1025
فالواجب عليك التوبة إلى الله مما سبق منك من مصافحة الرجال الأجانب، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود إليه.

واعلمي أن على المسلمة أن تحافظ على حدود الشرع وتعتز بدينها وتستعلي بإيمانها ولا تجامل أحدا –كائنا من كان- على حساب دينها.
فتمسكي بدينك ولا تخجلي من الامتناع من مصافحة الرجال سواء كانوا مرضى أو أساتذة أو غيرهم، وبيني لهم حكم الشرع بأدب ورفق واستعيني بالله ولا تضعفي وتتهاوني إرضاءً للناس أو خوفاً من انتقاداتهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ، وَمَنْ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ. رواه الترمذي.
واعلمي أنّك إن اتقيت الله وتوكلت عليه فسوف يكفيك كلّ ما أهمك، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا {الطلاق:2} ، وقال : وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ. {الطلاق:3}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني