الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سجود التلاوة في المذهب المالكي بعد العصر والفجر

السؤال

بارك الله فيكم على هذا المجهود الطيب لخدمة الإسلام والمسلمين عند تلاوة القرآن الكريم والمرور بآية سجود بعد صلاة الفجر والعصر وركعة الوتر هل يجوز السجود؟ يرجى أن تكون الفتوى على المذهب المالكي؟جزاكم الله كل خير وتوفيق.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن سجود التلاوة سنة كما هو مذهب الجمهور، لما جاء في البخاري عن عمر رضي الله عنه أنه قال: (إن الله لم يفرض علينا السجود إلا أن نشاء). وورد مثله مرفوعاً عن زيد بن ثابت وغيره.
وله فضل عظيم لا ينبغي للمسلم أن يتركه إذا توفرت شروطه وانتفت موانعه، فقد أخرج مسلم وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي، يقول: يا ويله، أمِر بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار".
والمالكية يرون كراهة النافلة عموماً ومنها سجود التلاوة في أوقات النهي التي أشار إليها السائل الكريم، وذلك لورود النهي في أحاديث صحيحة معروفة، ولكنهم استثنوا سجود التلاوة بعد الفجر حتى الإسفار، وبعد العصر ما لم تصفر الشمس وتدنوا للغروب.
والكراهة عندهم ليست للتحريم إلا عند طلوع الشمس أو غروبها، ولهذا ذكر القرطبي عند تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ) [المرسلات:48] أن الإمام مالك -رحمه الله- دخل المسجد النبوي بعد صلاة العصر فجلس ولم يركع، فقال له صبي: يا شيخ، قم فصل تحية المسجد! فقام وصلى ولم يحاجه، فقيل له في ذلك: فقال خشيت أن أكون من الذين إذا قيل لهم اركعوا لا يركعون.
والحاصل: أنه لا مانع من سجود التلاوة عند المالكية في الأوقات المذكورة ما لم يكن ذلك قريباً من طلوع الشمس أو غروبها.
والله أعلم.











مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني