الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يتصرف الزوج إذ لم ترغب زوجته في تحمل مسؤولية الأولاد عند غيابه

السؤال

أنا مدرس مصري أعمل بالبحرين، ومتزوج ولدي ابنان، وأعيش أنا وزوجتي بالبحرين للعمل كمدرس، ولدي ابن صغير في أول ابتدائي وفي نهاية العام الماضي أصيب بمرض الربو، لأن الجو هنا سيئ من حيث الرطوبة والحرارة العالية، وقررنا أن هذه السنة ستكون آخر سنة لنا وأقدم استقالتي، وناقشت زوجتي أن تمكث بمصر هي والأولاد لمدة نصف العام القادم فقط، حيث نويت الحج العام القادم، وقلت لها فقط امكثي بهم حتى نصف العام وسوف أنزل نهائيا بعد العودة من الحج؛ بحيث أنزل في إجازة نصف العام نزولا نهائيا فرفضت هذه الفكرة تماما، وتقول لي لا أستطيع تحمل المسئولية خلال هذه الشهور القليلة، مع العلم أنني أعرف أن زوجتي لا تريد تحمل المسئولية أبدا؛ حيث إنني لما كنت بمصر لما كانت تتطلب ظروف العمل في بعض الأحيان أن أسافر لمدة يومين أو ثلاثة تعمل مشكلة وتطلب مني الاعتذار عن السفر في هذه المأمورية الخاصة بالعمل، وأشعر أنها لا تريد أن تتحمل المسئولية مطلقا، وبصراحة أخشى إن فاتت علي هذه الفرصة للحج أن لا أستطيع أداء هذه الفريضة لما أنزل مصر، حيث إن تكاليف الحج بمصر مرتفعة جدا لا أستطيع تحملها، وكذلك أخشى من تكرار نفس المشكلة حيث إنها سوف تتحجج بالأولاد على الرغم من أن أختها تسكن قريبا جدا منها، وكذلك أختي تسكن بجوارنا مباشرة، وهي تقول إن إخوتي لن يسألوا عنها، وأنها لا تريد أن تحمل أهلها مسئوليتها فماذا أفعل؟ وهل أصر على رأيي ولا أفوت فرصة الحج علي أو أوافق على رأيها؟ أرجو الرد علي في هذه المشكلة. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن حق الزوجة على زوجها ألا يغيب عنها فوق ستة أشهر من غير عذر، كما بيناه في الفتوى رقم: 10254.

أما إذا كان له عذر فلا حرج عليه في الغياب ولو زاد عن ستة أشهر، قال المرداوي: وسأله ـ الإمام أحمد ـ عن رجل تغيب عن امرأته أكثر من ستة أشهر، قال إذا كان في حج أو غزو أو مكسب يكسب على عياله أرجو أن لا يكون به بأس إن كان قد تركها في كفاية من النفقة لها ومحرم رجل يكفيها. اهـ

وعليه، فلا مانع من بقائك وحدك بعد سفر زوجتك إلى أن تؤدي فريضة الحج ما لم يؤد ذلك إلى تفريط في واجب، لكن إن أمكنك أن تبقى ومعك زوجتك وأولادك حتى تؤدي الحج فذلك أفضل ولا سيما والمدة ليست طويلة، وما تخشاه على ولدك يمكنك تفاديه بالأخذ بأسباب العلاج والوقاية، أما إذا كان بقاؤهم معك متعسرا فانتظر وحدك مع الحرص على إقناع زوجتك بالصبر على البقاء مع أولادها حتى ترجع وبين لها أنها تؤجر على ذلك، وأن الأصل في علاقة الزوجين التراحم والتفاهم ومراعاة كل منهما لظروف الآخر والتعاون على طاعة الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني