الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من وسائل الإصلاح التي تساعد في الحد من الطلاق

السؤال

ما هي وسائل الإصلاح بين الزوجين التي تكفل بإذن الله تعالى الحد من ظاهرة الطلاق؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالعلاقات الزوجية -شأنها شأن المجال الاجتماعي كله- لا يمكن أن تحصر الحالات التي يحصل فيها التناقض ويكون بسببها الطلاق؛ لأن ذلك يختلف باختلاف أمزجة الأشخاص، وظروفهم الاجتماعية والاقتصادية، وثقافاتهم وأعرافهم، وبيئاتهم، وغير ذلك مما لا يمكن حصره...

ولا تخلو غالباً أسرة من الأسر من وجود مشكلة أو مشاكل بين الزوجين، لذا ينبغي لكل منهما تحرى الحكمة والرأي السديد وحسن التفاهم للتوصل إلى الحلول. مع استحضار الحكمة الأساسية من الزواج التي هي تحقيق الاستقرار النفسي للزوجين، قال الله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الروم:21}.

ومن وسائل الإصلاح بين الزوجين التى يمكن أن تساعد في الحد من الطلاق :

1ـ معرفة كل منهما لحقوق الآخر عليه فمن حقوق الزوجة على زوجها النفقة والكسوة والمسكن المناسب، وألا يؤذيها ولا يهجرها إلا فى البيت، فقد سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت. رواه الإمام أحمد و النسائي.

ومن حقوق الزوج على زوجته طاعته فى المعروف وألا تمنعه نفسها لغير عذر شرعي،وراجع الفتوى رقم: 29173

2ـ معرفتهما معا لحدود الله وعقابه وأن الشيطان لا يفرح بشيء كفرحه بهدم الحياة الزوجية، قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا فيقول: ما صنعت شيئاً، قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، فيدنيه منه ويقول: نعم أنت. رواه مسلم.
3ـ تفكير كل منهما في مستقبل الأولاد، وأن مصلحتهم تقضي بقاء العلاقة الزوجية.
4ـ مراعاة كل منهما لظروف الآخر.

5- تنازل كل منهما عن بعض حقوقه تأليفا وإبقاء على رباط الأسرة.

وغير ذلك مما تمليه الظروف والأحوال التي يكون عليها كل منهما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني