الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غاب عنها زوجها فتزوجت وحملت ثم ظهر زوجها

السؤال

تقول السائلة إن زوجي ذهب إلى الحرب وبعد سنتين تبين أنه في سجن من سجون باكستان، وبعد سنتين وتسعة أشهر من غياب زوجي تزوجت برجل آخر، لأن بعض المسلمات أخبرنني أن غياب الزوج أكثر من أربعة أشهر سبب لفسخ النكاح، والآن أنا حامل وأشك في أمري فهل نكاحي الثاني صحيح؟ وهل فسخ النكاح الأول؟ وهل الحمل يكون من الزنا؟ وما حل هذه المشكلة؟ أفيدوني فليس عندنا عالم ولا قاض وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلعل ما ذكرت السائلة أنها سمعته من أن غياب الزوج أكثر من أربعة أشهر سبب لفسخ النكاح إنما يراد منه أن الزوج لا يجوز له غياب أكثر من تلك المدة إلا بإذن من زوجته، وقد سبق شيء من ذلك في الفتوى رقم: 125105.

وأما القول بأن مجرد غياب الزوج تلك المدة ينفسخ به النكاح فغير صحيح، وبما أن السائلة قد علمت بأن زوجها ما زال حيا معلوم المكان ولم يطلقها فلا يجوز لها أن تتزوج قبل أن يطلقها زوجها أو يحكم لها القاضي المسلم بالطلاق أو الفسخ، وهي الآن باقية في عصمة زوجها الأول ونكاحه غير مفسوخ، أما العقد الثانى فهو باطل، قال ابن قدامة: وإذا تزوجت امرأة المفقود في وقت ليس لها أن تتزوج فيه مثل أن تتزوج قبل مضي المدة التي يباح لها التزويج بعدها أو كانت غيبة زوجها ظاهرها السلامة أو ما أشبه هذا فنكاحها باطل. انتهى.

ولا يعتبر النكاح الثاني زنا بالنسبة لمن فعله وهو يعتقد صحة النكاح، وأما الحمل ففيه تفصيل تراجع فيه الفتوى رقم: 133876.

ولا يخفى ما في هذه المسألة من تعقيد وخصام وحقوق متداخلة فلأجل ذلك لا يمكن الحسم فيها إلا بواسطة محكمة شرعية فعليك أن ترفعي الأمر إليها فورا، وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 62392.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني