الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس للأم منع ابنتها من الزواج ممن ترغب فيه بغير سبب شرعي

السؤال

أولا: لجأت إلى السؤال في هذا الموقع المميز من باب الأخذ برأي الشرع ومن مبدأ الشورى رجوعا إلى قول الله عز وجل: فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ـ وقوله تعالى: وشاورهم في الأمر ـ في البداية فإن سؤالي يدور حول الزواج وما كان هدفي من الزواج إلا طاعة الله سبحانه وتعالى فأسأل الله التوفيق وتيسير الأمر، وسؤالي هو: تقدم لي شاب يبلغ من العمر 27 عاما، وهو من محافظة الفيوم وهذا الشاب قد تزوج من قبل وأنجب طفلا ولكن هذا الزواج انتهى بالطلاق، وكانت هناك أسباب كثيرة للطلاق من أهمها خيانة الزوجة له، وقد تأكد من ذلك بالفعل أي أن هذا الشاب كان مغلوبا على أمره، أقول والشهادة لله إن هذا الشاب ذو خلق ودين كبيرين جدا ويتقى الله في كل شيء، وهذا من أهم شروطي في أن أتزوجه، وعندما تقدم لي هذا الشاب وبعد ما استخرت الله شعرت بارتياح شديد جدا له، فهو الشاب الذي طالما تمنيت أن يكون زوجي، وقد وافق والدي عليه لأخلاقه ودينه، ولكن بقية أهلي اعترضوا بالطبع على موضوع أنه كان متزوجا من قبل وعلى وجود ابن له من الزوجة الأولى، وقالوا لي لماذا تأخذين شابا مطلقا؟ ولماذا لا تأخذين شابا تبدئين معه حياتك حتى لا تكون هناك مشاكل بعد الزواج؟ ومثل هذه الأسئلة تطرحها أمي باستمرار علي، وعندما استطعت أن أقنع والدتي بموضوع الطلاق وأنه قدر وابتلاء انتقلوا إلى موضوع آخر وهو أنني من محافظة بور سعيد وهو من محافظة الفيوم، وأن أمي لا تستطيع أن تبعدني عنها بالسفر مع زوجي للفيوم، وتقول لي إنه لا بد أن يأتي بشقة في بور سعيد إذا كان يريدك، وأنا أرى أن هذا مكلف جدا بالرغم أن عنده شقة في الفيوم، ويعمل في وظيفة محترمة جدا ومستقر في مكانه، وأنا لا أعلم كيف أتصرف مع أمي في هذا الوضع، وأرى أنها تريد أن تفتعل أي شيء بحيث لا أسافر وأتركها بالرغم أن أمي ارتاحت لهذا الشاب جدا، ولكنها تصر على أن يأتي بشقة لي وينقل عمله ويأتي إلى بور سعيد، وكما ذكرت هذا فيه مشقة على هذا الشاب، وأنا أرى أن الزوجة مع زوجها في أي مكان يكون وأي مكان يريد، فهل موقف أمي صحيح بالله عليكم؟ وماذا علي أن أفعل؟ أريد حكم الله وشرعه في هذا الأمر. أرجو الرد سريعا فأنا في حيرة شديدة.
ملحوظه: إننى لن أرضى عن هذا الشاب بديلا مهما كان فإنني متمسكة به وهو متمسك بي، وأسأل الله أن يجمعنا على خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان هذا الرجل صاحب دين وخلق، وقد رغبت في زواجه فلا حق لأهلك في منعك من زواجه، كما بيناه في الفتوى رقم: 79908.

وإن أردت أن تشترطي عليه أن يقيم بك في بلدك ولا ينقلك لبلد آخر فلك ذلك، وراجعي الفتوى رقم: 146417.

أما إن رضيت أن تقيمي معه في بلده فلا حق لأمك في إجبارك على طلب مسكن ببلدك، والذي ننصحك به أن تجتهدي في إقناع أمك بالموافقة على إتمام زواجك دون تعنيت الخاطب بطلب مسكن في غير بلده، ويمكنك الاستعانة ببعض الأقارب أو غيرهم ممن له وجاهة عند أمك وقوله مقبول عندها، والاجتهاد في دعاء الله عز وجل بالتوفيق والتيسير لما فيه الخير، ولا يخفى عليك أن حق الأم عظيم وبرها من أوجب الواجبات، ومهما كان حالها فلها الحق في البر والمصاحبة بالمعروف، فاحذري من الإساءة إليها أو التقصير في حقها، واجتهدي في الإحسان إليها فإنه من أعظم أسباب الفلاح، وننصحك أن تبادري بمشاروة العقلاء من الأهل واستخارة الله عز وجل قبل الإقدام على الأمر، وراجعي في كيفية الاستخارة الفتوى رقم: 103976.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني