الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل في الغربة أم الرجوع للبلد للقرب من الأهل

السؤال

عزيزي الشيخ: سنحت لي فرصة لأعود لبلدي في عمل قريب من أهلي ولكن بنصف راتبي في السعودية، وأيضا في بلدي لا يمكن التوفير على الإطلاق، فهل تنصحني بأن أتخلى عن كل هذا من أجل أن أكون قريبا من أهلي؟ وهل صحيح أن تحصيل رضا الوالدين عن قرب واقتدار أفضل من تحصيله عن بعد؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأنت أقدر على الموازنة بين مصالحك الدينية والدنيوية ثم تحديد أي الأمرين أنفع لك، فإن كنت بعيدا عن أسرتك وأولادك لا تقوم على تربيتهم ورعايتهم بسبب اغترابك، فالأولى ـ بلا شك ـ أن ترجع إلى بلدك للقيام على تربيتهم، ومصلحة تعاهد الصغار وتنشئتهم قريبا منك لا تقارن ـ البتة ـ بما توفره من مال ما دمت تجد هناك ما يكفيهم ويقوتهم.

وأما الأبوان: فبرهما عن قرب أكثر إمكانا منه عن بعد، لأن القريب يمكنه تعاهدهما والنظر في مصالحهما، بخلاف البعيد، وإن كان البعيد يمكنه برهما كذلك بالمال ونحوه.

وبالجملة فالأمر نسبي يختلف من شخص لآخر، فعليك بالنظر المتأني في المصالح الدينية والدنيوية ولتقدم ما يعود على دينك بالنفع ثم استخر الله تعالى واستشر الوالدين وغيرهما من ذوي الرأي وامض لما يختاره الله عز وجل لك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني