الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم بتوقيره واحترامه وطاعته

السؤال

ما حكم من لا يعظم الرسول لفظيا - جهلا - أي إنه كان يعتقد أن العظمة لله وحده، ولم يكن يقصد بها الاستنقاص من الرسول صلى الله عليه وسلم، لكنه كان يعتقد أن تعظيم غير الله حرام، مع أنه يعظم الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه أي مستحيل أن يسبه أو ينتهك حرماته أو يدعي نقصه أو أنه غير معصوم. فما حكمه هل هو مرتد أم لا؟ علما أنه تاب ونطق الشهادتين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم يصدر من هذا الشخص شيء من الكفر ما دام موقرا للنبي صلى الله عليه وسلم، محترما له غير متنقص له ولا مزدر لشأنه صلى الله عليه وسلم، وما كان يعتقده من أن العظمة لله وحده هو حق بلا شك، وذلك في العظمة التي اختص الله بها وهي عظمة السلطان والجبروت، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا، أَلْقَيْتُهُ فِي النَّارِ. رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه.

فيجب على كل مسلم أن يفرق بين التعظيم الواجب لله تعالى وهو تعظيم الخضوع والذل والعبودية له وحده، وهذا لا يجوز صرفه لغيره تعالى، والتعظيم الواجب للرسول صلى الله عليه وسلم وهو تعظيم الاتباع والطاعة والنصرة له ولدينه وشرعه، واعتقاد وجوب طاعته واتباعه فيما أمر به وأنه لا سبيل يقرب إلى الله وتنال به مرضاته إلا بالسلوك خلفه واقتفاء أثره صلى الله عليه وسلم.

وأما الغلو والمبالغة في التعظيم اللفظي فهو مما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم حماية لجناب التوحيد فقال كما في الصحيح: لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني