الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

سؤالي هو: لدي صديق عزيز وأعطيه بعض الهدايا ولكنه يرفضها وأحيانا يقول لي أنا لا أحتاجها أو يقول لي أن عنده مثلها وهذا يسبب لي الحزن الشديد، فهل يجوز رفض الهدية وإن كان لا يحتاجها؟ والهدايا التي أقدمها ليس فيها إلا الخير له وسيستفيد منها إن أخذها: مثل كتاب أو مصحف أو قلم جميل أو لوحة ـ ولكنه لا يريدها وحتى إن كان يستفيد منها، فهل يجوز هذا؟ وهل يتطابق مع سنة الرسول عليه الصلاة والسلام؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن المعلوم أن التهادي وقبول الهدية من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، قولا وعملا، وهو من أسباب ذهاب الشحناء وزيادة الألفة والمحبة بين المتهادين، وردها من غير سبب مانع من قبولها مكروه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: تهادوا تحابوا. أخرجه البخاري في الأدب المفرد عن أبي هريرة وحسنه الألباني .

وفي الموطإ: تصافحوا يذهبِ الغِلُّ، وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء.

وفي شعب الإيمان للبيهقي عن خالد بن عدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من جاءه من أخيه معروف من غير إشراف ولا مسألة فليقبله ولا يرده، فإنما هو رزق ساقه الله إليه. صححه الألباني.

وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت.

لذلك، يسن للمسلم أن يقبل هدية أخيه أو صديقه، لا سيما إن كانت مثل هذه الأشياء المذكورة في السؤال، وإن لم يكن يحتاجها، فليقبلها اتباعا للسنة وعملا بمكارم الأخلاق ومراعاة لخاطر صديقه، ومع ذلك فإن قبولها ليس واجبا، وقد سبق بيان أسباب انتفاء كراهة رد الهدية في الفتوى رقم: 94363.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني