الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قراءة القرآن على الجنائز وبصوت واحد من البدع المحدثات

السؤال

عندنا بعض حفظة القرآن يقرؤون القرآن في الجنائز جماعة دون مراعاة لأحكام التجويد، لأنهم لا يعرفونها أصلا وبطريقة غريبة بحيث يقفون عند آخر الآية جميعا إلا واحدا يستمر في المد بطريقة عجيبة ويسمون هذه القراءة بالشرقي، فما قولكم في هذه القراءة وفي أصحابها؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن قراءة القرآن الكريم بهذه الكيفية من البدع المحدثة، فقراءة القرآن ينبغي أن يُلتزم فيها بأحكام التجويد، فلا يجوز أن يزاد في المد عن حده، أو يمد ما لا يستحق المد.. ومن مظاهر البدع في الكيفية المذكورة اجتماع الناس عند الجنازة وقراءتهم جماعيا بما سميتموه بالشرقي، فلم يكن في القراءات ما يسمى بالشرقي، ولم يكن من هدي السلف الصالح أن يجتمع الناس في الجنازة ويقرأوا القرآن، وتكون البدعة أغلظ إذا كان الاجتماع عند أهل الميت وتقديم الطعام للمجتمعين فقد روى أحمد وغيره عن جرير بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ قال: كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنيعة الطعام بعد الدفن من النياحة.

فعليك أن تنصح من يفعل ذلك بتجنبه وبقراءة القرآن على الكيفية المشروعة مع مراعاة أحكام التجويد، كما أمرنا الله تعالى بقوله: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً { المزمل:4}.

وقال المحقق ابن الجزري في المقدمة:
والأخذ بالتجويد حتم لازم * من لم يجود القرآن آثم

لأنــه به الإلــــــــــه أنزلا * وهكذا منه إلينا وصلاً.

وقد بينا صور قراءة القرآن جماعة وحكم كل صورة منها، وانظر الفتوى: 27933.

كما بينا أن الراجح من أقوال أهل العلم أن ثواب قراءة القرآن يصل إلى الميت إذا أهدي له، وانظر الفتويين رقم: 2288، ورقم: 3960.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني