الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فرق كبير بين النسخ والتحريف

السؤال

إشارة إلى السؤال رقم: 2334222 والموضوع نسب مريم العذراء، وأني استلمت الجواب، ولكن يوجد سؤال له علاقة بما ورد في الجواب هو أن الإنجيل وهو كتاب المسيحيين مزور، وعلى هذا أطرح سؤالا على حضرتكم وهو: ما هي الآية القرآنية التي تثبت تحريفه، مع أنني وجدت أكثر من آية وحديث تثبت صحته، وحيث إنكم أعلم مني في نصوص هذه الآيات، ولكن أسأل نفسي هل هذه الآيات التي تثبت صحة الإنجيل هي من الآيات المنسوخة.
لماذا الله سبحانه وتعالى كان كلما أنزل آية ينسخها ويأتي بمثلها أو أحسن منها، وهذا النص موجود في القرآن الكريم وأنتم أعلم مني بهذا، وإنني أطلب منكم التوضيح فقط لأن إخوتنا المسيحيين كل مايحدث نقاش في الدين ونقول لهم إن الإنجيل محرف يقولون أيضا إن القرآن منسوخ.
أرجو من حضرتكم أن ترشدوني ماذا أقول لهم لأنهم يقولون إنه مكتوب في القرآن إنه يوجد آيات كثيرة منسوخة أي ملغاة. أرجو المعذرة لهذا النص. وإنني أنتظر منكم الجواب الصافي. ولكم مني كل احترام وتقدير. والله الموفق في معرفة الحقيقة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فينبغي أن يعلم أن كون التوراة والإنجيل وغيرهما من الكتب السماوية منزلة من عند الله هذا أمر لا شك فيه، وهذا عندنا من صميم الإيمان، قال تعالى: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ {البقرة:285}، وهذه الآية وأمثالها الدالة على أن تنزيل هذه الكتب من عند الله آيات محكمة غير منسوخة. وفي الوقت نفسه فإننا نؤمن بأن كلا من التوراة والإنجيل قد وقع فيهما تحريف وهذا أمر لا شك فيه. ولمعرفة بعض الأدلة بهذا الخصوص راجع الفتوى رقم: 20706.

وأما أصل النسخ فإنه ثابت في كتاب الله تعالى، وهذا مما لا ريب فيه ولا ننكره، وقد سبق لنا بيان معنى النسخ وأنواعه بالفتوى رقم: 3715 ، وليس النسخ من التحريف في شيء، ففي النسخ كل من الناسخ والمنسوخ من عند الله تعالى، وله سبحانه في تشريعه الحكم البالغة، وسبق بيان جملة منها بالفتوى رقم: 96401. وأما التحريف فإنه من فعل البشر وتبديلهم لكلام الله تعالى، وهو جرم عظيم ومن افتراء الكذب على الله، وقد قال الله سبحانه: قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ {يونس:69}، فهم لن يفلحوا لا في الدنيا ولا في الآخرة بإذن الله.

ونعيد هنا مرة أخرى ذكر الفتوى السابقة وهي بالرقم: 53029 . والمتضمنة لأمثلة على تحريف الأناجيل. وننبه إلى الحذر من محاورة النصارى ونحوهم من أهل الباطل إلا لمن له قدم راسخة في العلم يستطيع بها دفع شبهاتهم، وانظر الفتوى رقم: 78928.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني