الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بيان كذب ما ورد عن علي رضي الله عنه في تأويل الصلاة

السؤال

ما معنى أفعال الصلاة؟ وما صحة هذه الأحاديث: عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه قال: كنت مع مولانا أمير المؤمنين عليه السلام فرأى رجلاً قائماً يصلي فقال له: يا هذا أتعرف تأويل هذه الصلاة؟ فقال: يا مولاي, وهل للصلاة تأويل غيرالعبادة؟ فقال: نعم والذي بعث مُحمداً بالنبوة, وما بعث الله نبيه بأمر من الأمور إلا وله مُتشابه وتأويل وتنزيل وكل ذلك يدل على التعبّد، وفي رواية أُخرى أنه قال: فمن لم يعرف تأويل صلاته فصلاته كلها خداج ناقصة غير تامة، فسأل الرجل أمير المؤمنين عليا عليه السلام عن تأويل رفع اليدين بالتكبير فقال له: معناه: الله أكبر الواحد الأحد الذي ليس كمثله شيء, لا يُلمس بالأخماس ولا يُدرك بالحواس، وقد سأل رجل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: مامعنى مد عُنقك في الركوع؟ قال عليه السلام: تأويله آمنت بوحدانيتك ولو ضربت عُنقي، و سُئل الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام الله عن تأويل رفع الرأس من الركوع وقول سمع الله لمن حمده أو الحمد لله رب العالمين؟ فقال عليه السلام: تأويله الذي أخرجني من العدم إلى الوجود، معنى السجود.
جاء رجل إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقال له: يابن عم خير خلق الله ما معنى السجدة الأولى؟ فقال عليه السلام: تأويله: اللهم إنك منها خلقتني أي من الأرض ورفع رأسك: ومنها أخرجتنا، والسجدة الثانية: وإليها تُعيدنا ورفع رأسك من الثانية: ومنها تُخرجنا تارة أُخرى.
وعن الإمام علي عليه السلام في تأويل هذا الجلوس قائلاً: وتأويل قعودك على جانبك الأيسر ورفع رجلك اليمنى وطرحك على اليُسرى تخطر بقلبك اللهم إني أقمت الحق وأمت الباطل، وتأويل تشهدك: تجديد الإيمان ومعاودة الإسلام والإقرار بالبعث بعد الموت، المصدر من كتاب الصلاة معراج المؤمن وكتاب القصص العقائدية لأميرالمؤمنين عليه السلام.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فلا شك أن الصلاة شرعت لإقامة ذكر الله تعالى، وأن أفعالها من قيام وركوع وسجود وجلوس كلها فيها معنى التذلل والتعبد لله تعالى، ولكن لا يجوز الكذب في تأويلها والتكلف السمج بمثل ما ذكره السائل، والأثر الذي ذكره عن علي ـ رضي الله عنه ـ أثر مكذوب لا أصل له في كتب السنة ودواوينها، وأمارات الكذب عليه ظاهرة، ومن ذلك قوله: إن من لم يعرف تأويل الصلاة فصلاته خداج ناقصة غير تامة ـ وهذا من الكذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، فنبينا عليه الصلاة والسلام علم أصحابه كيفية الصلاة ولم يذكر لهم شيئا من التأويلات، وعلم الرجل المسيء صلاته كيفية الصلاة ثم قال له: فَإِذَا فَعَلْتَ هَذَا فَقَدْ تَمَّتْ صَلَاتُكَ وَمَا انْتَقَصْتَ مِنْ هَذَا شَيْئًا فَإِنَّمَا انْتَقَصْتَهُ مِنْ صَلَاتِكَ.

ولم يذكر له شيئا من التأويلات ولو كانت الصلاة ناقصة بدون علمها لبينها له ولم يقل له تمت صلاتك، والكتابان المشار إليهما لم نطلع عليهما، وإنما وجدناهما متداولان في المواقع الإلكترونية الخاصة بالمبتدعة المعروفين بالبدع المكفرة؛ ولذا ينبغي للأخ السائل أن يحذر منهما، وأن لا يقرأ إلا لمن كان موثوقا في عقيدته ودينه، كما قال ابن سيرين ـ رحمه الله: إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم.

ويغنيك عنهما كتاب: أسرار الصلاة لابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى.

وانظر الفتوى رقم: 38299، عن حكم قراءة الكتب المحتوية على البدع، والفتوى رقم: 67444، حول الدخول لمواقع المبتدعة ووصية قيمة لدرء الشبهات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني