الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضحك من عبارة ذكرها بعض الأخباريين فهل يعد كفرًا؟

السؤال

أحد الإخوة يسأل عن قصة الصحابي عبد الله بن جحش مع الصهباء الهذلية. هل هي صحيحة؟ وإن كانت غير صحيحة فهل يأثم من ينقلها؟ والقصة موجودة في كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني وبدايتها (أخبرني هاشم بن محمد الخزاعي، قال: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثني محمد بن يحيى أبو غسان، عن غسان بن عبد الحميد، قال: كان بالمدينة امرأة يقال لها: صهباء من أحسن الناس وجهًا، وكانت من هذيل، فتزوجها ابن عم لها، فمكث حينًا معها لا يقدر عليها من شدة ارتتاقها، فأبغضته وطالبته بالطلاق، فطلقها، ثم أصاب الناس مطر شديد في الخريف، فسال العقيق سيلا عظيمًا، وخرج أهل المدينة، وخرجت صهباء معهم، فصادفت عبد الله بن جحش وأصحابه في نزهة، فرآها وافترقا..... الخ)، وعلقت على بعض العبارات مثل عبارة شدة ارتتاقها، فقلت: إنها تعني ضيق فرجها، ثم ضحكت هكذا (هههههه)، وليس القصد الاستهزاء، ولكن ضحكت على الوصف. فهل يلحقني شيء؟ وهل آثم على ما قلته خصوصاً أن الصهباء هي زوجة الصحابي عبد الله بن جحش؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس فيما ذكرته شيء من الكفر، وليس عبد الله بن جحش المذكور في هذه القصة صحابيًا، بل هو أحد الشعراء مات زمن عبد الملك كما ذكر ذلك صاحب الأغاني، وليس في الصحابة من اسمه عبد الله بن جحش إلا اثنان، فأحدهما هو عبد الله بن جحش الأسدي استشهد يوم أحد، والثاني أعمى قيل إنه ابن أم مكتوم، أنزل الله فيهما: لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا {النساء:95}، وانظر الإصابة.

فإذا علمت هذا، فسواء ثبتت هذه القصة أو لم تثبت، فإنها من رواية الأخباريين والمشتغلين بالأدب، ولا يترتب على ثبوتها أو عدمه حكم، على أننا ننبه إلى أن أبا الفرج الأصفهاني صاحب الأغاني قد حمل عليه كثير من العلماء واتهموه فيما يورده ويرويه منهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، ثم الأولى للمسلم أن يشتغل بعلوم الكتاب والسنة وما إليها، ولا بأس في الترويح بشيء من الأدب والأخبار، على أن يتخير الأمثل من هذه الكتب للنظر فيه، فإن فيها الغث الكثير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني