الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

للزوجة الحق في مسكن مستقل

السؤال

أنا متزوجة، وأعيش أنا وزوجي في منزل أهله، وإخوة زوجي الذكور يعيشون أيضا في نفس المنزل، وأنا أغلب الوقت متحجبة، وزوجي لا يعاملني معاملة حسنة أبدا، وأنا أصبر وأدعو له دائما، ولكن يا شيخ أمه وأخوه دائما يزعجونني، وأخوه يقول لي كلمات بذيئة جدا جدا والله العظيم يزعجني أخوه ووالدته، وعندما أشكو له يقول لي أنت مجبرة أن تسايري أخي، وأنا يا شيخ لا آخذ راحتي أبدا أبدا. من يومين أخو زوجي تطاول علي كثير بالكلام البذيء فلما لم أتحمل هذا الشيء فذهبت أنا وابني الرضيع إلى بيت أهلي، وزوجي لم يسأل عني أبدا أبدا، وعندما اتصلت به لكي أفهم منه أنه سوف يأتي ويصالحني قال لي إن لم تأت غدا فإنك سوف تكونين طالقا، وجرحني بالكلام، وقال لي أخي أهم منك عندي. هل تفهمين؟ وجرحني في الكلام كثيرا كثيرا، وأغلق سماعة الهاتف. أنا لم أقدر على العيش معه. أرجو منكم الجواب بأسرع وقت ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فينبغي أن يعلم أولا أن من حق الزوجة أن تكون في مسكن مستقل، ولا يلزمها أن تسكن مع أقارب الزوج، ويمكن أن تراجع في هذا الفتوى رقم: 34802. ومن الثمار المرة لعدم إعطاء الزوجة هذا الحق ما ذكرته السائلة - إن صح ذلك - من الحرج والأذى الذي هي فيه من قبل أهل الزوج. وخروجها اتقاء لهذا الأذى لا يجعلها ناشزا.

وقد كان ينبغي للزوج أن يتفهم أمرها ويسعى في حل أسباب المشكلة بدلا من المسارعة إلى التلفظ بالطلاق، فليس هذا من الحكمة في شيء، هذا بالإضافة إلى أن الطلاق ليس بأول الحل.

وأما عن هذا الطلاق فإنه طلاق معلق على أمر، فإذا حصل هذا الأمر وهو عدم رجوعك إلى البيت في الوقت الذي حدده وقع الطلاق في قول جمهور الفقهاء سواء قصد الزوج الطلاق أم لا. واختار شيخ الإسلام ابن تيمية لزوم كفارة اليمين فقط إذا لم يقصد الزوج الطلاق. وتراجع الفتوى رقم: 5677. وقول الجمهور هو المفتى به عندنا.

ونوصيك بالصبر ومحاولة حل المشكل بشيء من الحكمة وتحكيم العقلاء من أهلك وأهله، مع الدعاء بأن يصلح الله الحال ويستقيم الأمر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني