الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخذ من شخص مالا ويريد أن يعطيه سيارة بدلا عنه

السؤال

السادة الأفاضل: أخذت مالا من شخص يثق بي، وهو مبلغ كبير، والآن تبت إلى الله وأريد أن أرد له حقه قبل فوات الأوان وأبذل قصارى جهدي لذلك والله أعلم، ومن الطرق التي أفادوني بها أن أبيع أي شيء أملكه حتى أوفي هذا الرجل حقه قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم وأنا الآن أملك سيارة اشتريتها بالقسط بمبلغ 109000 وثمنها نقدا68000 ولم أستعملها كثيرا وتعتبر جديدة وأريد أن أتنازل له عنها فهل أحسبها بثمنها بالقسط؟ أم نقدا؟ أم بأي قيمة؟ الرجاء الرد على استفسارى وأن تدعو لي بأن يمهلني الله حتى أوفيه حقه كاملا، لأنني في عذاب وألم من هذا الموضوع لا يعلمه إلا الله، وهل الله لا يقبل لي توبة إلا إذا تم رد المبلغ أولا؟ حيث إنني كلما عملت أي شيء من العبادات أو الأعمال أحس أن الله لا يقبلها مني، ودائما في ضنك لدرجة أنني أحيانا أصاب بحالة من الإحباط بأنني فاسد وأن أي شيء أعمله لن يوفقني الله فيه, الرجار الرد علي بأسلوب واضح حتى أتخلص مما أنا فيه، اللهم أمهلني لقضاء ديني وأعني على ذلك.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما أظهرته من الندم والحسرة دليل على صدق التوبة وحسن النية، لكن من تمامها رد الحق إلى صاحبه والسعي في ذلك قدرالمستطاع والعزيمة على ذلك متى ما تيسر لك، وهذا الحق قد صار دينا في ذمتك، ونيتك الصادقة في رده وقضائه قد تكون سببا في عون الله لك، ولو أردت أن تعطيه السيارة في مقابل حقه ورضي بذلك فالعبرة بالثمن الذي تتفقان عليه سواء يساوي قيمتها بالسوق الآن أو الثمن الذي اشتريتها به أو أكثرمن ذلك، لكن ليس لك إلزامه بقبولها بدل حقه، ولو لم يتيسر لك قضاء هذا الحق الآن فلا يكون مانعا من استجابة دعائك أوعبادتك وعملك الصالح، وتوبتك صحيحة مقبولة ـ بإذن الله ـ لكنها لاتتم حتى تقضي الحق أو يبرئك منه صاحبه، فأحسن الظن بالله في قبول توبتك لصدق نيتك، فمن تاب تاب الله عليه، ومن أتاه يمشي أتاه هرولة، فاحمده على ما وفقك إليه من التوبة والإقبال عليه وأكثر من الدعاء ليثبتك على الحق ولا يزيغ قلبك بعد إذ هداك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني