الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تؤثر خواطر الكفر على الإيمان مالم تصل للعزم

السؤال

قرأت في موقعكم أن" من عزم على الكفر أو نوى به فقد كفر" والعياذ بالله. وبعدها أصابني خاطر بذلك والعياذ بالله أني نويت ذلك. فهل هذه خواطر ووساوس وحديث نفس لأني خفت بعدها كثيرا وأظن أن النية لا دخل لها بحديث النفس. وما المقصود بالنية على الكفر والعياذ بالله؟ وكيف من الممكن أن أنوي ذلك وأنا أحب ربي كثيرا؟
أفيدوني أرجوكم كي لا أغتسل دخولا في الاسلام لأني مصابة بالوسوسة وبخاصة وسوسة الردة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالعزم على الكفر يعد كفرا لأنه مناف للإيمان، والعزم المراد به النية الجازمة أنه يكفر غدا مثلا، وأما مجرد الخواطر مثل الذي يعرض لك فلا يؤثر في صحة الإيمان، فهذا من حديث النفس المعفو عنه، فلا تلتفتي إلى هذه الوساوس ولا تعيريها اهتماما لئلا تفتحي على نفسك بابا عظيما من أبواب الشر، واعلمي أنك على الإيمان والحمد لله وأن نيتك جازمة بالبقاء عليه حتى الموت.

جاء في الموسوعة الفقهية: أَمَّا إِذَا خَطَرَ فِي بَالِهِ الْكُفْرُ، أَوْ جَرَى فِي قَلْبِهِ دُونَ أَنْ يَصِل إِلَى مَرْحَلَةِ الْعَزْمِ، فَلاَ يَكْفُرُ؛ لأِنَّ ذَلِكَ مِنَ الْوَسْوَسَةِ. قَال الشِّرْبِينِيُّ الْخَطِيبُ مِنَ الشَّافِعِيَّةِ: فَإِنْ لَمْ يُنَاقِضْ جَزْمَ النِّيَّةِ بِالإْسْلاَمِ كَالَّذِي يَجْرِي فِي الْكِنِّ (أَيْ فِي الْخَاطِرِ) فَهُوَ مِمَّا يُبْتَلَى بِهِ الْمُوَسْوَسُ، وَلاَ اعْتِبَارَ بِهِ كَمَا قَالَهُ الإْمَامُ. انتهى.

ولا شك في أن هذا الذي تذكرينه من هذا الجنس الذي لا يضر ولا يؤثر في صحة الإيمان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني