الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يلزم طاعة الوالدين إن منعاه من الزواج لكون خطيبته أكبر منه سنا

السؤال

وقعت في الزنا وأرغب في الزواج ممن زنيت بها بعد التوبة، ولكن بعد أن تقدمت إليها صحبة والدي رفضا البنت لأنها أكبر مني في السن لا لشيء آخر، ومنذ تلك الفترة وأنا أحاول إقناعهما دون جدوى.
هل وجب علي طاعتهما أو لا؟
الرجاء الافادة و جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يخفى أنّ الزنا من أفحش الذنوب ومن أكبر الكبائرالتي تجلب غضب الله، لكن مهما عظم الذنب فإن من سعة رحمة الله وعظيم كرمه أنه يقبل التوبة ويحب التوابين ويبدل سيئاتهم حسنات، و التوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود إليه، مع الستر على النفس وعدم المجاهرة بالذنب، وانظر الفتوى رقم : 39210، والراجح عندنا أن الزواج بالزانية قبل توبتها لا يصح أما بعد التوبة فيصح، وانظر الفتوى رقم : 111435،
وعليه فان كانت الفتاة تابت وظهرت توبتها فلا مانع من زواجها ولو كانت أكبر منك سناً، وإن كان منع والديك لك من زواجها لهذا السبب فقط فلا يلزمك طاعتهما في ذلك ولا سيما إذا كنت تتضرر بترك زواجها، فإن طاعة الوالدين لا تجب فيما يضر الولد، وانظر الفتوى رقم : 76303.

وأما إن كان رفضهما لأسباب وجيهة كعيب في دينها أو خلقها فعليك طاعتهما في تركها، وعلى أية حال فإن كنت لا تتضرر بترك هذه الفتاة فالأولى تركها والبحث عن غيرها ممن يرضاها أبواك، وانظر الفتوى رقم : 76394.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني