الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكلمة التي يقع عندها نصف القرآن الكريم

السؤال

ما هي الكلمة التي يقع عندها نصف القرآن الكريم وفي أي سورة ورقم الآية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم للتعبد به وللإعجاز: وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ*نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ*عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ*بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ [الشعراء:192-195]
قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [الإسراء:88].
وهو الكتاب السماوي الوحيد الذي يطمئن الباحث أنه لم تصل إليه يد التحريف والتبديل والتغيير، ولقد نال هذا الكتاب العظيم من العناية والدراسة والحفظ ما لم ينله كتاب على ظهر المعمورة، فتحقق بذلك قول الله عز وجل:إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9]، فهناك من العلماء الأجلاء والعباقرة الأذكياء من وهبوا حياتهم لدراسة هذا الكتاب وحفظه وتجويده وخطه وتفسيره.....
ومنهم من اشتغل ببيان إعجازه في البلاغة والبيان والبديع.
ومنهم من اختص ببيان إعجازه في التشريع والتربية والتوجيه.
ومنهم من اختص ببيان إعجازه في الكون والآفاق والنجوم والكواكب والأفلاك.
ومنهم من اختص بكتابته وإملائه المتميز وسوره وآياته وأحزابه وأجزائه وأثمانه وكلماته وحروفه...
ومن بين الذين اشتغلوا بهذا النوع من علوم القرآن العلامة جلال الدين السيوطي وفيه ألف كتابه الإتقان في علوم القرآن، ذكر فيه أن سور القرآن (114) سورة -كما هو معلوم- نصفها عند سورة الحديد آخر الجزء السابع والعشرين.
وإن عدد آياته ستة آلاف تزيد باختلاف العدد المدني والكوفي: نصفها عند قوله تعالى:فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ [الشعراء:45] الجزء 19 وأن عدد حروفه (323000) نصفها عند النون من قوله تعالى:لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً [الكهف:74] وهو نصف القرآن من حيث الكم (الأجزاء والأحزاب).
وبهذا تكون قد عرفت -أخي الكريم- الكلمة التي يقع عندها نصف القرآن الكريم وهي قوله تعالى "نكراً" الآية 74 من سورة الكهف.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني