الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إتيان الربا بهاتين الصورتين لا يستويان

السؤال

هل هناك فرق بين من يقول أنا أعلم أن الربا حرام، ولكن لظروف المعيشة وضيق الحال أفعله، وبين من يقول أنا أعلم أن الربا حرام ولكن مزاجي ـ كلمة عامية يقصد بها أن هذا ما يشتهيه أو يحب فعله ـ فهل هناك قرينة تنقله من الإصرار إلى الاستحلال؟ وهل يؤخذ بها؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن أتى الربا معتذرا بحاجته وضائقته ليس كمن أتاه متبجحا بمزاجه وهواه، ولذا فإن المعصية قد يصحبها من الذل والانكسار ما يجعلها صغيرة ولو كانت كبيرة، وقد يصحبها من التبجح والتعالي ما يصيرها كبيرة ولو كانت صغيرة، وشتان بين المعترف لربه بذنبه وتقصيره والمتبجح به، فقد روى البخاري ومسلم واللفظ للبخاري عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه.

فالذي يجاهر بمعصيته أمام الناس، والذي يحدث الناس بما فعله من منكرات يكون قد أضاف إلى ذنبه ذنباً آخر، كما قال الحافظ ابن حجر في الفتح: قد ارتكب محظورين: إظهار المعصية، وتلبسه بفعل المُجَّان.

وأما الاستحلال: فهو اعتقاد حل المحرم وفي المثال المذكور صرح صاحبه بأنه يعتقد حرمة الربا، فنعامله على هذا ونبين له خطورة التبجح بارتكاب ما حرم الله تعالى ونفوض أمره إلى الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني