الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلب الشاب من الفتاة انتظاره حتى يستطيع الزواج منها

السؤال

بداية أشكركم على مجهوداتكم و أتمنى أن يوفقكم الله على فعل الخير.
أما بعد أنا شاب موظف حكومي براتب محترم يؤهل لي إمكانية الزواج. لكن ما لا يمكنني من هذا الهدف النبيل هو أنه لدي مشكل إداري يمكن حله بعد 3 سنوات. إضافة إلى أن والدتي ترغب بشدة أن أتأخر بضع سنوات كي تستمتع بمال ابنها كما قالت. وأعرف منذ 3 سنوات فتاة كانت قد درست معي ولا زلت على معرفة بها. أود بشدة الزواج منها نظرا لقلة أمثالها لما لها من دين وأخلاق وعلم في مجتمع تعج به مظاهر الفساد والفاحشة.
سؤالي: هل يجوز أن أطلب منها أن تنتظرني إلى أن أنهي مشاكلي لكي أتقدم لخطبتها؟ أو بصيغة أخرى هل يجوز أن نتعاهد على الزواج دون أي وثاق شرعي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الزواج من الخير الذي ينبغي للمسلم المبادرة إليه، ففيه الكثير من الفوائد والمصالح ومنها السكن والاستقرار النفسي، وإعفاف النفس وتحصيل الذرية، ولا ندري حقيقة هذه المشاكل الإدارية التي تحول بينك وبين الإقدام على الزواج الآن، ولكن مهما أمكنك الإقدام عليه فافعل. وقد ييسر الله لك حل هذه المشاكل بسبب الزواج. ثم إن الإنسان لا يدري ما قد يعرض له من آفات قد تحول بينه وبين الزواج أصلا.

وأما رغبة أمك في الاستمتاع بمالك فلا يوجب عليك تأخير الزواج، وما الذي يمنع من أن تستمتع بمالك مع الزواج، خاصة وأن الزواج نفسه من أسباب الرزق، قال تعالى: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32}، وروى أحمد والترمذي والنسائي بإسناد حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ثلاثة حق على الله عونهم... وذكر منهم: الناكح يريد العفاف.

ولا بأس في أن يطلب الشاب من الفتاة أن تنتظره حتى يتمكن من الزواج منها، أو أن يكون بينهما عهد على ذلك، إلا أنه لا ينبغي المصير لمثل هذا، فإن الواحد منهما يدخل بذلك في نوع من الالتزام يوقعه في شيء من الحرج لو طرأ له عذر يحول بينه وبين الوفاء، أو لا يفي بهذا العهد لغير عذر فيقع في إخلاف الوعد وهو من الصفات المذمومة .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني