الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجها لا يزور أهلها ويمنعها من زيارتهم ويجبرها على زيارة أهله

السؤال

أنا متزوجة منذ 8 سنوات ولدي بنتان حصلت معي مشاكل كثيرة في بداية زواجي وخلال السنوات الأولى مما جعلني أكره زوجي كثيرا فقد غلط علي كثيرا، تصاعدت بيننا المشاكل وأصبح النقاش بيننا يحتدم ويصل إلى الضرب أحيانا لا أخفيكم أن زوجي رجل يصلي ويصوم ويخاف الله وحنون لكنه يختلق المشاكل ويهول الأمور وكانت خلافاتنا على أبسط الأمور تكبر وتصبح مشاكل لاحل لها، اتخذت قرارا بإدخال إخواني في الموضوع، لأنه كلمهم ليأتوا ويأخذوني حينما لم يعد يريدني فجاء إخواني وحاولوا الإصلاح كثيرا لكن لاجدوى، فهو يرضى فترة ثم يعود لاختلاق المشاكل، وأخيرا ذهبت إلى أهلي بعد أن ضقت ذرعا وكدت أجن من هجره لي فقد استمر لأكثر من شهر ونصف وهو لا يكلمني ولا ينظر إلي، جلست عند أهلي 7شهور ولم يسأل عنا ولم يحضر، بل إنه كان لا يرد على أحد وحاول اختلاق المشاكل مع أهلي، استخرت الله وعدت على مضض وقلت من أجل بناتي وكي لا أشتت شمل الأسرة وأجبرت أهلي على إعادتي لبيتي فردوني مكرهين, والآن هو لا يعترف بأهلي نهائيا ولا يزورهم ويمنعني منهم وتجددت بيننا المشاكل لدرجة أن العيد يمر دون أن يسلم على أمي وأبي، ومن جهة أخرى يجبرني على زيارة أهله، فكيف بالله أقطع أهلي ورحمي وأزور أهله وهم ليسوا أرحامي؟ فهل تجب علي طاعته في قطيعة أهلي؟ وهل يحق له أن يحرمني منهم؟ خصوصا أن أمي وأبي كبيران في السن ومريضان ويشتاقان لرؤيتي دائما أرجوكم أفتوني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان حال زوجك معك على هذا النوع من التعامل القاسي فهو مسيء للعشرة مخالف لما أمر به الله تعالى وأمر به رسوله صلى الله عليه وسلم من إحسان عشرة الزوجة والإيصاء بها خيرا، وراجعي بعض النصوص الواردة بهذا الخصوص بالفتوى رقم: 20098.

ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 6897.

ومن أفضل ما يمكن أن تتسلي به الصبر فنعم المعين عند حصول البلاء الصبر، وله العواقب الحميدة في الدنيا والآخرة، وقد ذكرنا جملة منها بالفتوى رقم: 18103.

ولا تنسي أيضا أن تكثري من دعاء الله تعالى أن يصلح لك زوجك، فالله سبحانه مجيب دعوة المضطرين وكاشف البلاء عن المبتلين، قال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}.

وانظري الفتوى رقم: 119608، وهي عن آداب الدعاء.

وقد سبق لنا ذكر خلاف أهل العلم في حكم طاعة الزوجة زوجها في منعه إياها من زيارة والديها، فراجعي الفتوى رقم: 140257.

ولا ينبغي لزوجك منعك من زيارة والديك من غير عذر شرعي كخوف الضرر ونحوه، ولا ينبغي له أيضا أن يترك زيارة أصهاره لغير مسوغ شرعي، ففي الزيارة زيادة المودة والألفة وفي تركها سبب الجفاء والغلظة، وإن أصر زوجك على منعك فناصحيه بالمعروف واستعيني عليه ببعض الفضلاء من المشايخ أو الأصدقاء، فإن لم يقتنع فسلمي أمرك لله واصبري وصلي رحمك بأنواع الصلة الأخرى من الاتصال ونحوه حتى يجعل الله لك فرجا ومخرجا، وإذا كان زوجك لم يتق الله فيك فاتقي أنت الله فيه، فإن الله لا يضيع أجر المحسنين، فإذا أمرك بزيارة أهله فيندب لك أن تزوريهم ولا يجب فعسى أن تكون طاعتك له في ذلك سببا للين قلبه تجاهك وإذنه لك بزيارة أهلك، وراجعي الفتوى رقم: 97514.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني