الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تأثم الزوجة إن تركت البيت لعدم الوفاء بشرط عدم السكن مع أمه

السؤال

وعدني زوجي ووعد أهلي أن يبعد أمه عنى بعد الزواج وهذا كان شرطا أساسيا، ولأنني طالبة في كلية الطب قال إنه سوف يتحمل كل شيء أثناء الدراسة، وبعد الزواج وجدت أمه تبيت عندنا أربعة أيام في الأسبوع وتقول كلاما عني سيئا وتتدخل في كل شيء ولا تحترم أي خصوصية لدرجة أنها تفتح باب غرفة النوم علي وتمشي ورائي في المنزل لترى أكلي وشربي وملابسي ودولابي، فقلت له إني لا أستحمل الوضع، فقال لي إنك لا تتنازلين وعاند معي لدرجة أنه رفض أن يوصلني إلى الكلية مع بعد البيت وقد وعدني قبل الزواج بأن يشتري لي عربية, والآن أنا حامل وأدرس والله يعلم صعوبة كل هذا فقد أخلف كل وعوده لم يتحمل ظروفي ولا يريد الصرف علي كليا ولا يريد توصيلي للكلية فاستأذنته أن أذهب إلى أهلي فقال لي روحي مادام لا يعجبك الوضع وأنا غير موافق والله أعلم، لأنه لا يريد أن يصرف علي إرضاء لنفسه ولأمه، مع العلم أنه قال لي إن أمه غير طبيعية ولا يستحملها زوجها ولا ابنتها ولديها بيت كي تعيش فيه ولم أطلب يوما بعدها منه ولا عدم رضاها واشتكيت لحماي فقال إن كلامه لا يمشي عليها ولا يهمه أمرها وإن زوجي هو المسؤول لأن كل ما تريده هو إبعاده عني، فماذا أفعل؟ وهل ربنا غاضب علي لأنني تركت المنزل لأن الحال سوف يزداد سوءا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دمت قد شرطت على زوجك أن لا يسكن أمه معك وأن يهيء لك سكنا مستقلا عنها خشية أذيتها، فمن حقك ذلك ولك الامتناع عن السكنى معها ولا يلحقك إثم بتركك للبيت الذي هي فيه حتى يوفر لك زوجك مسكنا مستقلا عنها لأمرين لشرطك ، ولما ذكرت من الضرر مع وجودها، وانظري الفتوى رقم: 99616.

كما أنه مطالب بالوفاء بوعده في موضوع دراستك، ونصيحتنا لك هي محاولة الإصلاح مع زوجك بالتنازل عما يمكن التنازل عنه مما لاضرر عليك فيه مما اشترط عليه ولا قدرة له على الوفاء به، وأن تصبري على أمه ما أمكن ذلك والإحسان إليها إكراما للزوج وإحسانا لعشرته، لتدوم المودة والألفة بينكما، وأحسني الظن بأم زوجك ولا تتهميها بمجرد الظن والتخمين، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ {الحجرات:12}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني