الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإنسان مأمور بالأخذ بالأسباب التي جعلها الله وسيلة لحصول مسبباتها

السؤال

هل الإنسان في مسألة الإنجاب مخير أم مسير؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمعتقد أهل السنة أن كل شيء في هذا الكون إنما يجري بقدر الله تعالى، فقد قدر الله سبحانه كل شيء وكتب تلك المقادير عنده قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، فلا يكون في هذا الوجود إلا ما قدر وجوده، ولا تولد نفس إلا أن يكون قدر خلقها أزلا، ومع ذا فالعباد مأمورون بالأخذ بالأسباب التي شرع لهم الأخذ بها، فإن لهم مشيئة وإرادة وقدرة بها تقع أفعالهم، فهم مأمورون بالتزوج لتكون لهم الذرية التي قدر الله وجودها، فإن الله إنما قدر الأشياء بأسباب جعلها موصلة إليها، والأسباب والمسببات من قدر الله تعالى، ولذا قال جل اسمه: فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ {البقرة:187}.

قال كثير من السلف هو طلب الولد. فأنت ترى كيف أمر تعالى بالأخذ بالسبب الذي هو المباشرة مبينا أنه لا يكون عن هذا السبب إلا ما كتبه.

قال صاحب المنار: وَاطْلُبُوا بِمُبَاشَرَتِهِنَّ مَا قَدَّرَهُ لِجِنْسِكُمْ فِي نِظَامِ الْفِطْرَةِ مِنْ جَعْلِ الْمُبَاشِرَةِ سَبَبًا لِلنَّسْلِ. انتهى.

وبه يتبين لك جواب سؤالك وهو أن الإنسان في أمر الإنجاب وغيره ميسر لما خلق له، فليس هو مخيرا يفعل ما لا يريد الله أن يكون، وليس هو مسيرا تجري عليه الأمور بغير تسبب منه واكتساب. بل هو يأخذ بالأسباب التي جعلها الله وسيلة إلى حصول مسبباتها، ولا يخرج شيء من ذلك عما قدره الله وقضاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني